إنَّها تَتنَزَّلُ على كُلِّ كذَّابٍ فاجِر، كالكُهَّانِ والمُشَعوِذينَ الكاذِبينَ الفاسِقين(100)، ورَسُولُ اللهِ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم مُنَزَّهٌ عنْ هذهِ الأوصَاف.
(100) المرادُ بهم كلُّ من كان كاهناً، فإن الشياطين كانت تسترقُ السمع، ثم يأتون إليهم، فيُلقونَهُ إليهم. (فتح القدير).
هؤلاءِ الشَّياطينُ يُحاوِلونَ الاستِماعَ إلى ما يَقولُهُ المَلائكَةُ ليَعرِفوا ولو شَيئًا قَليلاً مِنَ الغَيب، فإذا عرَفوا كَلِمَةً منهُ ألقَوها إلى أتباعِهمْ مِنَ الإنس، فيَتحَدَّثونَ بها، وأكثَرُهمْ كاذِبونَ فيما يَقولون.
وفي صَحيحِ البُخاريِّ، أنَّ ناسًا سألُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم عنِ الكُهَّان، فقال: "إنَّهمْ ليسُوا بشَيء". قالوا: يا رَسولَ الله، فإنَّهمْ يُحَدِّثونَ بالشَّيءِ يَكونُ حَقًّا. فقال: "تلكَ الكَلِمَةُ مِنَ الحَقِّ يَخطِفُها الجِنِّيُّ فيُقَرْقِرُها في أُذُنِ وَليِّهِ كقَرْقَرَةِ الدَّجاجَة، فيَخلِطونَ فيهِ أكثرَ مِنْ مائةِ كِذْبَة".