تفسير سورة سبأ

  1. سور القرآن الكريم
  2. سبأ
34

﴿وَمَا كَانَ لَهُۥ عَلَيۡهِم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يُؤۡمِنُ بِالۡأٓخِرَةِ مِمَّنۡ هُوَ مِنۡهَا فِي شَكّٖۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ﴾ [سبإ:21]


وما كانَ للشَّيطانِ عَليهمْ مِنْ قُوَّةٍ ولا حُجَّة، إلاّ أنَّهُ استَغواهُمْ وغرَّرَ بهم، ودَعاهُمْ فأجابُوه، وإنَّما سَلَّطناهُ عَليهمْ لنُمَيِّزَ المؤمِنَ بالبَعثِ والحِسابِ مِنَ الكافِرِ به، فيكونُ هناكَ امتِحانٌ يُعرَفُ مِنْ خلالِهِ الصَّادقُ مِنَ الكاذِب، فالمؤمِنُ يَثبتُ في الاختِبار، والذي إيمانُهُ غَيرُ ثابتٍ يَتقلَّبُ بشُبَهِ الشَّيطانِ ودَعوَتِه، فيَظهَرُ الكافِرُ مِنَ المؤمِن، والخبيثُ مِنَ الطيِّب. واللهُ رَقيبٌ على كُلِّ شَيءٍ مِنْ أحوالِ العِبادِ وشُؤونِهم.

﴿قُلِ ادۡعُواْ الَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي السَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي الۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ﴾ [سبإ:22]


قُلْ أيُّها الرسُولُ للمشرِكين: ادْعُوا الأصْنامَ التي زعَمتُمْ أنَّها آلِهَة، ليَجلُبوا لكمْ نَفعًا، كإنزَالِ مطَرٍ أو إنبَاتِ زَرع، أو يَدفَعوا عنكمْ ضُرًّا، كإبعادِ قَحطٍ أو شِفاءٍ مِنْ مرَض، لعلَّهمْ يَستَجيبونَ لكم، إنْ صَحَّ زَعمُكم، لكنَّ الحقَّ أنَّهمْ لا يَملِكونَ أمرًا مِنَ الأمُور، لا في السَّماءِ ولا في الأرْض، لا استِقلالاً ولا شَراكَة، ولا يَعتَمِدُ اللهُ عَليهمْ في تَصريفِ شَأنٍ مِنْ شُؤونِ الكَون، ولا على أحَدٍ مِنْ عَبيدِه.

﴿وَلَا تَنفَعُ الشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ الۡحَقَّۖ وَهُوَ الۡعَلِيُّ الۡكَبِيرُ﴾ [سبإ:23]


ولا تَنفَعُ الشَّفاعَةُ عندَ اللهِ يَومَ القيامَةِ إلاّ لشافِعٍ أَذِنَ لهُ فيها، مِنْ نَبيِّينَ ومَلائكةٍ ونَحوِهم، ولا يَجتَرِئُ أحَدٌ أنْ يَشفَعَ إلاّ بعدَ إذنِهِ له، فكيفَ يأذَنُ للكافِرينَ وأصنامِهمْ وهمْ يَقولونَ إنَّهمْ شُفعاؤهمْ عندَ الله؟! حتَّى إذا انجلَى الفزَعُ عنْ قُلوبِ الشَّافِعينَ والمَشفُوعين، لِما أصابَهمْ مِنَ الرَّهبَةِ والخَوف، سألَ بَعضُهمْ بَعضًا: ماذا قالَ رَبُّكم؟ قالوا: لقدْ قالَ رَبُّنا القَولَ الحقَّ الفَصل، وهوَ العَليُّ فَوقَ خَلْقِه، الكَبيرُ في ذاتِهِ وصِفاتِه.

﴿۞قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضِۖ قُلِ اللَّهُۖ وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ﴾ [سبإ:24]


قُلْ للمشرِكينَ أيُّها الرسُول: مَنِ الذي يَرزُقُكمْ مِنَ السَّماءِ والأرْض، فيُنزِلُ لكمُ المطَرَ، ويُنبِتُ لكمُ الزَّرعَ، اللهُ أمْ أصنامُكم؟ قُل: هوَ الله - وكانوا يَعتَرِفونَ بذلكَ - ولا جَوابَ عندَهمْ سِواه.

وقُلْ لهم: نحنُ أو أنتُمْ على صَوابٍ، أو في انحِرافٍ واضِح، ولا يَكونُ كِلانا على صَوابٍ أو ضَلال، ونَحنُ قدْ أبدَينا حُجَّتَنا، وأظهَرنا بُطلانَ أُلوهيَّةِ أصنامِكم، فأنتُمْ على بُطلان.

﴿قُل لَّا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّآ أَجۡرَمۡنَا وَلَا نُسۡـَٔلُ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾ [سبإ:25]


قُلْ لهم: نحنُ بَريؤونَ منكمْ وأنتُمْ بَريؤونَ منَّا، ولا تُسألونَ عنْ ذُنوبِنا يَومَ القيامَة، ولا نحنُ نُسألُ عنْ أعمالِكم، وقدْ دعَوناكُمْ إلى الحقِّ فأبَيتُم.

﴿قُلۡ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفۡتَحُ بَيۡنَنَا بِالۡحَقِّ وَهُوَ الۡفَتَّاحُ الۡعَلِيمُ﴾ [سبإ:26]


قُلْ لهم: اللهُ يَجمَعُ بينَنا يَومَ القيامَةِ في صَعيدٍ واحِدٍ للحِساب، ثمَّ يَحكمُ بينَنا بالعَدل، ويَفصِلُ فيما كُنَّا نَختَلِفُ فيه، ويَجزي كُلاًّ منَّا بما عَمِل، إنْ خَيرًا أو شَرًّا، ويَلقَى كُلُّ جزاءَه، واللهُ هوَ الحاكِمُ الذي يَفصِلُ في الخصُومات، وهوَ العَليمُ بظَواهِرِ الأمُورِ وبَواطنِها.

﴿قُلۡ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلۡحَقۡتُم بِهِۦ شُرَكَآءَۖ كَلَّاۚ بَلۡ هُوَ اللَّهُ الۡعَزِيزُ الۡحَكِيمُ﴾ [سبإ:27]


قُلْ لهمْ أيُّها النبيّ: أَرُوني تلكَ الآلِهَةَ التي جعَلتُموها شُرَكاءَ معَ الله، وهي أحجَارٌ وأخشَاب، لا تَعي ولا تتَكلَّم، هلْ يَخلُقونَ شَيئًا أو يَرزُقون؟ فبأيِّ وَجهٍ وأيَّةِ صِفَةٍ وأيِّ حَقٍّ جعَلتُموها آلِهة؟ كلاّ، ليسَ للهِ نَظيرٌ ولا شَريك، بلْ هوَ اللهُ الغالِبُ الذي قهرَ كُلَّ شَيء، الحَكيمُ في تَدبيرِهِ وتَقديرِه.

﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ النَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [سبإ:28]


وقدْ أرسَلناكَ للنَّاسِ جَميعًا، عرَبيِّهمْ وأعجَميِّهم، أبيَضِهمْ وأسوَدِهم، ذَكَرِهمْ وأُنثاهُم، حتَّى قِيامِ السَّاعَة، تُبَشِّرُ مَنْ أطاعَ اللهَ بالجنَّة، وتُنذِرُ مَنْ عَصاهُ بالنَّار، ولكنَّ أكثَرَ النَّاسِ لا يَعلَمونَ أنَّكَ رَسُول، إمَّا جَهلاً منهم، أو عِنادًا، فهمْ في جَهلٍ وضَلال، وحَيرَةٍ وظَلام.

﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ [سبإ:29]


ويَقولُ المشرِكونَ مَستَبعِدينَ الأمر: ومتَى يَكونُ يَومُ القِيامَةِ الذي تُخَوِّفونَنا به، إنْ كنتُمْ صادِقينَ في زَعمِكم؟

﴿قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوۡمٖ لَّا تَسۡتَـٔۡخِرُونَ عَنۡهُ سَاعَةٗ وَلَا تَسۡتَقۡدِمُونَ﴾ [سبإ:30]


قُلْ لهمْ أيُّها الرسُول: إنَّ لكمْ مَوعِدَ يَومٍ لا تَتأخَّرونَ عنهُ ولا تَتقَدَّمونَ عَليهِ ساعَةً واحِدَة.

﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤۡمِنَ بِهَٰذَا الۡقُرۡءَانِ وَلَا بِالَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِۗ وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ الظَّـٰلِمُونَ مَوۡقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمۡ يَرۡجِعُ بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٍ الۡقَوۡلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسۡتُضۡعِفُواْ لِلَّذِينَ اسۡتَكۡبَرُواْ لَوۡلَآ أَنتُمۡ لَكُنَّا مُؤۡمِنِينَ﴾ [سبإ:31]


وقالَ الكافِرونَ في تعَنُّتٍ وعِناد: لنْ نؤمِنَ بهذا القُرآنِ، ولا بالكتُبِ السَّماويَّةِ السَّابِقَة.

ولو ترَى أيُّها النبيُّ هؤلاءِ الكافرينَ يَومَ القِيامَةِ وقدْ أُوقِفوا للحِسَاب، وهمْ يتخاصَمونَ ويتَجادَلون، يَقولُ الأتباعُ لقادَتِهمْ ومَسؤولِيهم: لو لم تُضِلُّونا بأفكارِكم، ولم تَحُولُوا بينَنا وبينَ مَعرِفَةِ الحقّ، لكُنَّا مؤمِنينَ باللهِ ورَسُولِه.

﴿قَالَ الَّذِينَ اسۡتَكۡبَرُواْ لِلَّذِينَ اسۡتُضۡعِفُوٓاْ أَنَحۡنُ صَدَدۡنَٰكُمۡ عَنِ الۡهُدَىٰ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَكُمۖ بَلۡ كُنتُم مُّجۡرِمِينَ﴾ [سبإ:32]


قالَ لهمْ زُعماؤهمْ ومُستَكبِروهم: أنحنُ مَنعناكمْ مِنَ الإيمانِ بعدَ أنْ أصرَرتُمْ على الدُّخولِ فيه؟ بلْ أنتُمُ اختَرتُمُ الكُفرَ بأنفُسِكم، وآثَرتُموهُ على الإيمَانِ عِنادًا وإجرَامًا منكم، ولهوًى ورَغبَةٍ في أنفُسِكم، ولم نَزِدْ على أنْ دعَوناكُمْ إلى أفكارِنا ونظَريَّاتِنا فاستَجَبتُم.

﴿وَقَالَ الَّذِينَ اسۡتُضۡعِفُواْ لِلَّذِينَ اسۡتَكۡبَرُواْ بَلۡ مَكۡرُ الَّيۡلِ وَالنَّهَارِ إِذۡ تَأۡمُرُونَنَآ أَن نَّكۡفُرَ بِاللَّهِ وَنَجۡعَلَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الۡعَذَابَۚ وَجَعَلۡنَا الۡأَغۡلَٰلَ فِيٓ أَعۡنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُواْۖ هَلۡ يُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [سبإ:33]


قالَ الأتْباعُ المُستَضعَفونَ لمَسؤوليهمْ وقادَتِهم: بلْ هوَ مُحاوَلاتُكمُ المُتَكَرِّرَةُ للتَّغريرِ بِنا وإضلالِنا، ودِعاياتُكمُ المُهَوِّلَةُ لأفكارِكمُ المُنحَرِفَة، وحيَلُكمُ المُتَتاليَةُ في اللَّيلِ والنَّهار، وأنتُمْ تَدْعُونَنا للكُفرِ باللهِ ودِينِه، وأنْ نَجعَلَ معَهُ شُرَكاء. وأضمَروا الحَسْرَةَ والنَّدامَةَ لمَّا رَأوا العَذابَ حاضِرًا يَنتَظِرُهم، وجعَلنا القُيودَ في أعناقِ الكافِرين، مِنَ المُستَكبِرينَ والمُستَضعَفين، ولم يُجْزَوا إلاّ ما كانوا يَعمَلونَ مِنَ السُّوءِ والشرّ.

﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ﴾ [سبإ:34]


وما أرسَلنا رَسُولاً في قَريَةٍ مِنَ القُرَى، إلاَّ وكذَّبَهُ رُؤسَاؤها وأغنيَاؤها، وقالوا لأنبِيائهم: نحنُ لا نؤمِنُ بنبوَّتِكم، ولا نُصَدِّقُ رسَالتَكم.

﴿وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ [سبإ:35]


وقالَ المُترَفونَ المُستَكبِرون: نحنُ أكثَرُ أموالاً وأولادًا مِنْ هؤلاءِ الضُّعَفاءِ المؤمِنين، وهوَ دَليلُ كرامَتِنا على اللهِ ورِضاهُ عنَّا، ولو لم يُحِبَّنا لمَا أعطَانا ذلك، ولنْ يُعَذِّبَنا في الآخِرَةِ وقدْ أحسنَ إلينَا وأكرَمنا في الدُّنيا!

﴿قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ الرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ النَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [سبإ:36]


قُلْ لهمْ أيُّها الرسُول: إنَّ اللهَ يوَسِّعُ الرزقَ على مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِه، مَنْ أحَبَّ منهمْ ومَنْ لم يُحِبّ، ويُضَيِّقُ على مَنْ شاءَ كَذلك، ابتِلاءً واختِبارًا منه، ولهُ حِكمَةٌ فيه، ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يَعلَمون، ولا يَنسِبونَ ذلكَ إلى حِكمَتِهِ تَعالَى.

﴿وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ الضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمۡ فِي الۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ﴾ [سبإ:37]


وإنَّ أمولَكمُ الكثيرَةَ وأولادَكمْ لنْ يَنفَعوكمْ يَومَ القِيامَة، ولنْ يُقَرِّبوكمْ عندَنا، ولنْ يُؤَمِّنوا لكمْ مَكانًا في الجنَّة، إلاّ مَنْ كانَ مؤمِنًا في الدُّنيا، وعَمِلَ الأعمَالَ الحسَنة، فهؤلاءِ همُ المَقبولونَ عندَ رَبِّهم، وسيُجازيهمْ ثَوابًا مُضاعَفًا على أعمَالِهم، وهمْ مُطمَئنُّونَ سالِمونَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ وأذًى، في غُرَفِ الجنَّةِ ومَنازِلِها العاليَة.

﴿وَالَّذِينَ يَسۡعَوۡنَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ فِي الۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ﴾ [سبإ:38]


والذينَ يَسعَونَ في الكُفرِ بآياتِنا(116)، والصدِّ عنْ رِسالاتِنا، والتَّكذيبِ برُسُلِنا، ويُجاهِدونَ في إبطالِها، أولئكَ يُحضَرونَ للحِسَابِ والعَذاب، لا يَحُولُ بينَهمْ وبينَ النَّارِ شَيء.

(116) السعيُ مستعارٌ للاجتهادِ في العمل، كقولهِ تعالى: {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى} [سورة النازعات: 22]. وإذا عديَ بــــ (في) كان في الغالبِ مراداً منه الاجتهادُ في المضرَّة... (التحرير والتنوير).

﴿قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ الرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُ لَهُۥۚ وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ الرَّـٰزِقِينَ﴾ [سبإ:39]


قُلْ لهمْ أيُّها الرسُول: إنَّ اللهَ يوَسِّعُ الرِّزقَ على مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِه، ويُضَيِّقُ على مَنْ شَاءَ منهم، فلا تَخشَوا الفَقر، وأنفِقوا مِنْ أموالِكم، وما أنفَقتُمْ مِنْ شَيءٍ في الخَيرِ فاللهُ يُخلِفُهُ عَليكمْ بما يَقومُ مقامَه، بالمالِ والبرَكةِ فيهِ في الدُّنيا، أو بالثَّوابِ عَليهِ في الآخِرَة، واللهُ خَيرُ مَنْ يُعطي ويَرزُق.

﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَهَـٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ﴾ [سبإ:40]


واذكُرْ يَومَ يَحشُرُ اللهُ المُشرِكينَ جَميعًا، المُستَكبِرينَ والمُستَضعَفينَ مِنهم، ثمَّ يَقولُ للملائكة: أهؤلاءِ المشرِكونَ كانوا يَعبدُونَكم، عندَما كانوا يَقولونَ إنَّ الملائكةَ بَناتُ الله، ويُصَوِّرونَ الأصْنامَ على هَيئَةِ الملائكةِ – بزَعمِهم - ليُقَرِّبوهمْ إلى الله؟