فتَعالَى اللهُ وتقَدَّس، مالِكُ كُلِّ شَيءٍ والمُتصَرِّفُ فيه، الحَقُّ في ذاتِهِ وصِفاتِه، وكلُّ شَيءٍ منهُ حَقٌّ وعَدْل.
وإذا أنزَلنا عَليكَ القُرآنَ - أيُّها النبيُّ - فلا تَعجَلْ بقِراءَتِه، لا تُرَدِّدْهُ قَبلَ أنْ يُنهيَهُ جِبريلُ عليهِ السَّلام، لئلاّ يَشُقَّ ذلكَ عَليك، بلْ أنصِتْ، وقُل: {رَبِّ زِدْنِي عِلْماً}.
وكانَ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ إذا جاءَهُ جِبريلُ بالوَحي، يَقولُ كُلَّ آيَةٍ معَه، خَشيَةَ أنْ يَصعدَ ولم يَحفَظْه، فأُرشِدَ إلى ما هوَ أَهمُّ وأنفَع، وهوَ الإنصَات، وطلَبُ زيادَةِ العِلمِ النَّافِعِ مِنَ الله. أمَّا الحِفظُ فسيَجمَعُهُ اللهُ لهُ في صَدرِهِ {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ . إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [سورة القيامة: 16، 17].