وقالَ مُشرِكو مكَّة: هَلاّ يأتينا محمَّدٌ بدَليلٍ على صِدقِ نبوَّتِه؟ ويَعنونَ الأدِلَّةَ التي توافِقُ أهواءَهم، كما مَرَّ في الآياتِ 90- 93 مِنْ سورةِ الإسراء(82).
أوَلا يَرَونَ أنَّ اللهَ قدْ أنزَلَ على عَبدِهِ أكبَرَ مُعجِزَةٍ تَدُلُّ على نبوَّتِه، وهوَ هذا القُرآن، الذي يَحتَوي على أخبَارِ الأوَّلينَ بما يُوافِقُ الكتبَ السَماويَّةَ المُتقَدِّمَة، ويُصَحِّحُها، وقدْ عاشَ بينَهمُ الرَّسولُ صلى الله عَليهِ وسلم وهمْ يَعلَمونَ أنَّهُ لم يَكنْ لهُ عِلمٌ بأخبارِ الغُيوب؟
(82) {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا . أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا . أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلا . أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولا}.