ولقدْ أتَى قومُكَ على آثارِ مَدينَةِ سَدُوم عندَ البحرِ الميِّت، التي كانَ فيها قَومُ لوطٍ -وهيَ في طريقِ تجارَتِهمْ بينَ الشَّامِ والحِجاز - وكانوا يأتونَ الفاحِشَة، وكذَّبوا نبيَّهمْ لوطًا ولم يُطيعوه، وبَقوا مُصِرِّينَ على فِعلِ اللِّواط، فأهلكناهُمْ بالحِجارَة، وقدْ قَلَّبْنا قُراهُمْ على رأسِها. أمَا كانوا يَعتَبِرونَ ممّا أصابَ أهلَها، ويَعلَمونَ أنَّ اللهَ قادِرٌ على أنْ يُهلِكَهمْ كما أهلَكَهم؟
لكنَّ سببَ عدَمِ اعتِبارِهمْ هوَ كفرُهمْ بالبَعثِ والجَزاء، فلا يتَوقَّعونَ أنْ يَبعثَهمُ اللهُ بعدَ مَوتِهمْ ويُحاسِبَهمْ على أعمالِهم