ومِنْ صِفاتِ عِبادِ الرحمنِ المُتَّقين، أنَّهمْ لا يُدْلُونَ بشَهاداتٍ كاذِبَة، ولا يُساعِدونَ أهلَ الباطِلِ على باطلِهمْ بالكَذِبِ المُتعَمَّد، فهذا مِنْ أكبرِ الكبائر، وقدْ قُورِنَ بالشِّركِ وعُقوقِ الوالِدَين، كما في الحديثِ الذي أخرَجَهُ الشَّيخانِ وغَيرُهما، مِنْ حَديثِ أبي بَكرَةَ المرفوع، واللفظُ لمسلِم: "ألَا أُنَبِّئكمْ بأكبَرِ الكبائرِ (ثلاثًا)؟: الإشراكُ بالله، وعُقوقُ الوالِدَين، وشَهادَةُ الزُّور، أو قَولُ الزُّور. وكانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئًا، فجلَسَ، فما زالَ يُكَرِّرُها، حتَّى قُلنا: لَيتَهُ سَكت".
وإذا حدَثَ أنْ مَرُّوا بالكَلامِ الذي لا خَيرَ فيه، أعرَضوا عَنه، وأكرَموا أنفُسَهمْ عنِ الخَوضِ فيه.