ولجأَ فِرعَونُ مرَّةً أُخرَى إلى التَّهديدِ والوَعيد، وقدْ أُفحِمَ وانقَطَعَتْ حُجَّتُهُ منِ اتِّهامِ موسَى بالسِّحر، فتوَجَّهَ إلى السَّحَرَةِ قائلاً: أآمَنتُمْ بما جاءَ بهِ موسَى قبلَ أنْ أسمحَ لكمْ بذلك؟! كانَ عَليكمْ أنْ تَنتَظِروا أمري، فـأنا رَئيسُكم، فإذا سَمحتُ لكمْ بذلكَ آمنتُم، وإذا منَعتُكمْ منهُ امتَنَعتُم!
وقالَ في خُبْثٍ وهوَ يَكذِب: إنَّ موسَى هوَ السَّاحِرُ الكبيرُ فيكم، وقدْ دَبَّرتُمْ هذا الأمرَ بلَيلٍ لتَقومُوا بمؤامَرَةٍ على البلَد {إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا} [سورة الأعراف: 123]. وسَترَونَ ما أفعَلُهُ بكم، سأقطَعُ أياديكمْ اليُمنَى معَ أرجُلِكمُ اليُسرَى، ولأُصَلِّبنَّكمْ في جُذوعِ النخلِ لتَموتوا جُوعًا وعطَشًا(99).