تفسير سورة العاديات

  1. سور القرآن الكريم
  2. العاديات
100

﴿وَالۡعَٰدِيَٰتِ ضَبۡحٗا﴾ [العاديات:1]


والخيلِ العَاديةِ للمُجاهِدينَ في سَبيلِ الله، التي تَجرِي بسُرعَةٍ نَحوَ العَدوّ، وتُخرِجُ صَوتَ أنفاسِها حينَ عَدْوِها.

﴿فَالۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا﴾ [العاديات:2]


فالتي تَقدَحُ النَّارَ منِ اصطِكاكِ حَوافرِها بالحِجارَةِ حينَ تَجرِي.

﴿فَالۡمُغِيرَٰتِ صُبۡحٗا﴾ [العاديات:3]


فالتي تُغِيرُ على العَدوِّ بفُرسانِها عندَ الصَّباح.

﴿فَأَثَرۡنَ بِهِۦ نَقۡعٗا﴾ [العاديات:4]


فأثارَتِ الغُبارَ بمكانِ سَيرِها أو مُعتَرَكِها وهيَّجَتْهُ، لِسُرعَتِها وحرَكاتِها القويَّةِ المتَتالية.

﴿فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا﴾ [العاديات:5]


فدَخلَتْ في وسَطِ جُموعِ الأعدَاءِ غِرَّةً، فأوقعَتْ بينَهمُ الفَوضَى والاضْطِراب.

﴿إِنَّ الۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ﴾ [العاديات:6]


إنَّ الإنسَانَ لجَحودٌ لنِعَمِ اللهِ عَليه، مُنكِرٌ لفَضلِه(163)،

(163) قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله: أي أن في طبع الإنسان الكُنودَ لربه، أي كفرانَ نعمته، وهذا عارض يعرض لكل إنسان على تفاوتٍ فيه، ولا يسلم منه إلا الأنبياء وكُمَّل أهل الصلاح؛ لأنه عارض ينشأ عن إيثار المرء نفسه، وهو أمر في الجبلَّة، لا تدفعه إلا المراقبة النفسية وتذكُّرُ حقِّ غيره. وبذلك قد يذهل أو ينسَى حق الله، والإِنسان يحس بذلك من نفسه في خطراته، ويتوانى أو يغفل عن مقاومته؛ لأنه يشتغل بإرضاء داعية نفسه. والأنفس متفاوتة في تمكن هذا الخُلق منها، والعزائم متفاوتة في استطاعة مغالبته. وهذا ما أشار إليه قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ . وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} (التحرير والتنوير).

﴿وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ﴾ [العاديات:7]


وإنَّهُ لَشاهِدٌ على جُحودِهِ بما يَصنَع، وبما يَظهَرُ مِنْ أثَرِهِ عليه.

﴿وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ الۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ﴾ [العاديات:8]


وإنَّهُ لَشديدُ المحبَّةِ للمَال.

﴿۞أَفَلَا يَعۡلَمُ إِذَا بُعۡثِرَ مَا فِي الۡقُبُورِ﴾ [العاديات:9]


أيَفعَلُ ما يَفعَلُ دونَ حِسَابٍ لِما يأتيه؟ أفلا يَعلَمُ إذا أُخرِجَ ما في القُبورِ مِنَ الأموَات؟

﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ [العاديات:10]


وأُظهِرَتِ الأسرَارُ المُخبَّأةُ في النُّفوس، التي كانَ يُضَنُّ بها عنِ العُيون؟

﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ﴾ [العاديات:11]


إنَّ ربَّهمْ عالِمٌ بذَواتِهمْ وأحوَالِهمْ وأسرَارِهمْ في ذلكَ اليَوم، وسيُجازيهمْ عَلى ما عَمِلوا بما يَستَحِقُّون.