﴿أَلۡهَىٰكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ [التكاثر:1]
شَغلَكمُ التَّفَاخُرُ والتَّنافُسُ في الأموَالِ والأوْلادِ وحُبِّ الدُّنيَا وزَخارفِها، وغَفَلتُمْ عنْ طاعَةِ ربِّكمْ والعمَلِ لآخِرَتِكم.
﴿حَتَّىٰ زُرۡتُمُ الۡمَقَابِرَ﴾ [التكاثر:2]
حتَّى جاءَكمُ المَوت، وانتقَلتُمْ إلى المَقابِر، وصِرتُمْ مِنْ أهلِها.
﴿كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ﴾ [التكاثر:3]
كلاّ ليسَ الأمرُ بالتَّنافُسِ والتَّكاثُرِ بالدَّنيَا وأعرَاضِها، سَوفَ تَعلَمونَ مَغبَّةَ ما أنتُمْ عليهِ عندَما يُفاجِئكمُ الحِساب.
﴿ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ﴾ [التكاثر:4]
ثمَّ كلاَّ لتكاثُرِكمْ وانشِغالِكمْ بالدُّنيَا، سَوفَ تَعلَمونَ ذلكَ يَومَ البَعثِ والنُّشور.
﴿كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ الۡيَقِينِ﴾ [التكاثر:5]
كلاَّ، لو تَعلَمونَ حَقَّ العِلمِ ما يَستَقبِلُكمْ مِنَ الحِسابِ والجَزاء، لَما ألهَاكمُ التَّكالُبُ على الدُّنيَا عنِ العمَلِ للآخِرَة.
﴿لَتَرَوُنَّ الۡجَحِيمَ﴾ [التكاثر:6]
أُقسِمُ أنَّكمْ سترَوْنَ الجَحيمَ الذي أعَدَّهُ اللهُ للكافِرين.
﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيۡنَ الۡيَقِينِ﴾ [التكاثر:7]
ثمَّ إنَّكمْ سترَونَها مُشاهدَةً بأبصارِكمْ يَومَ القيامَة. تأكيدًا بأنَّ الرؤيةَ ستَكونُ بالعَينِ لا مَجازًا.
﴿ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر:8]
ثمَّ لتُحاسَبُنَّ على النَّعيمِ الذي تلذَّذْتُمْ به، وتَكاثَرتُمْ وتَفاخَرتُمْ بهِ في الحيَاةِ الدُّنيَا، هلْ قُمتُمْ بشُكرِه، وأدَّيتُمْ حقَّه، واستعَنتُمْ بهِ على طاعَةِ الله، أمْ أنَّكمُ اغترَرتُمْ بهِ ولم تَشكروا للمُنعِمِ بهِ عليكم، واستعَنتُمْ بهِ على مَعاصيه؟
والنَّعيمُ يُطلَقُ على أقَلِّ ما يُتَنعَّمُ به، ولو لم يَكنْ ظاهِرًا، والتَّمرُ والخُبزُ والماءُ – مثَلاً - نِعَمٌ كبيرةٌ مِنْ نِعَمِ اللهِ تَعالَى.
والسُّؤالُ يَكونَ عنْ شُكرِ ما أنعَمَ اللهُ بهِ على الإنسَان، مِنَ الرِّزق، والأمن، والصحَّة، والمَركَب، والمَلبَس...