تفسير سورة العصر

  1. سور القرآن الكريم
  2. العصر
103

﴿وَالۡعَصۡرِ﴾ [العصر:1]


أُقسِمُ بالعَصرِ. وهوَ الزَّمان، الذي يَعيشُ فيهِ الإنسَان، وتقَعُ فيهِ أعمالُه.

﴿إِنَّ الۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ﴾ [العصر:2]


إنَّ الإنسَانَ لَفي خَسارَةٍ في عمُرِه، لانشِغالِهِ بالدُّنيَا، واستِغراقِهِ في مَصالحِه، وصَرفِ وَقتِهِ في مَطالبِهِ وأهوَائه، وإهلاكِ نَفسِهِ بالمَعاصِي،

﴿إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِالۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِالصَّبۡرِ﴾ [العصر:3]


إلاّ الذينَ آمَنوا وصدَقوا في إيمَانِهم، وأدَّوا ما فرَضَ اللهُ عليهم، وعمِلوا الأعمَالَ الصَّالحةَ الموافِقَةَ للدِّين، وأخلَصوا بها لوَجهِ اللهِ تَعالَى، وأوصَى بَعضُهمْ بَعضًا بالتَّوحيدِ والإخْلاصِ في الطَّاعَة، وباتِّباعِ أمرِ اللهِ كُلِّه، وتَواصَوا كذلكَ بالصَّبرِ على الشَّدائدِ والمَصائب، وعلى الجِهادِ والدَّعوَة، وعلى طاعَةِ اللهِ سُبحانَه، وعلى تَركِ المُنكَراتِ والمَعاصِي.

فهؤلاءِ لَيسُوا في خُسرَان: الذينَ جمَعوا بينَ الإيمَان، والعمَلِ الصَّالح، والتَّواصي بالحقّ، والتَّواصي بالصَّبر؛ بلْ همُ الفَائزون.