﴿إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ الۡكَوۡثَرَ﴾ [الكوثر:1]
إنَّا أعطَيناكَ الخَيرَ الكَثير. ونَهرُ الكوثَرِ في الجنَّةِ مِنَ الخَيرِ الذي أعطَاهُ اللهُ تَعالَى لرَسُولِه.
وفي الحَديثِ قَولُهُ صلى الله عليه وسلم: "بينَما أنا أسِيرُ في الجنَّة، إذا أنا بنَهرٍ حافَتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المُجوَّف، قلتُ: ما هذا يا جِبريل؟ قال: هذا الكوثَرُ الذي أعطاكَ رَبُّك. فإذا طِيْبُهُ أو طِينُهُ مِسْكٌ أذْفَر". رَواهُ البخاريُّ في صَحيحِه.
والمِسكُ الأذفَرُ هوَ الجيِّدُ إلى الغايَة.
﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانۡحَرۡ﴾ [الكوثر:2]
وكما أنعَمنا عَليكَ بالخَيرِ الكَثير، وأعطَيناكَ ما لم نُعطِهِ أحَدًا مِنَ العالَمين، مثلَ نَهرِ الكَوثَر، فأدِّ حقَّ الشُّكرِ لرَبِّك، وداوِمْ على الصَّلاةِ له، فهيَ جامِعَةٌ لأقسَامِ الشُّكر، وانحَرِ البُدْنَ - التي هيَ خِيارُ أموَالِ العرَبِ - على اسمِ اللهِ وحدَه، وتَصدَّقْ بها على المُحتَاجين.
﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الۡأَبۡتَرُ﴾ [الكوثر:3]
إنَّ مُبغِضَكَ ومُنتَقِصَكَ أيُّها الرسُولُ الكَريم، هوَ المُنقَطِعُ ذِكْرُهُ وخَيرُه. أمَّا أنت، فيُخلَدُ ذِكرُك، ويَكثُرُ أنصارُك، وتَبقَى آثَارُ فَضلِك، إلى يَومِ القِيامَة.