﴿أَمِ اتَّخَذُوٓاْ ءَالِهَةٗ مِّنَ الۡأَرۡضِ هُمۡ يُنشِرُونَ﴾ [الأنبياء :21]
أمْ أنَّ المشرِكينَ جعَلوا لأنفُسِهمْ آلِهةً مِنَ الأرض، مِنْ حِجارَةٍ ومَعادِنَ وأخشَاب، فهيَ تُحيي المَوتَى وتَبعَثُهمْ مِنْ قُبورِهم؟ إنَّها لا تَقدِرُ على شَيءٍ مِنْ ذلك، فكيفَ جعَلوها آلِهَةً وعبَدوها؟!
﴿لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَٰنَ اللَّهِ رَبِّ الۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [الأنبياء :22]
لو كانَ في السَّماءِ والأرضِ أكثَرُ مِنْ إلهٍ لخَرِبتا ودُمِّرتَا؛ لتَعَدُّدِ الإراداتِ والأوامِر، فهذا يتَصرَّفُ بشَيء، وذاكَ يُدَبِّرُ أمرًا آخَر، فتتقاتَلُ وتتذابَحُ الآلِهَةُ كما هوَ شَأنُ المُلوكِ في الأرْض، فتَخرِبُ الدُّنيا. وما دامَ أمرُ السَّماواتِ والأرْضِ ثابِتًا، وعلى دِقَّةٍ ونِظامٍ واحِدٍ مُتكامِل، فهذا يَعني أنَّهُ لا توجَدُ عِدَّةُ آلهَة، بلْ إلهٌ واحِدٌ يُدَبِّرُ الكَونَ كُلَّه، ويَتصَرَّفُ فيهِ وحدَه.
فتعالَى اللهُ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ وتقَدَّسَ عمّا يتفَوَّهُ بهِ هؤلاءِ المشرِكون، ويَدَّعونَ لهُ الولَدَ والشَّريك.
﴿لَا يُسۡـَٔلُ عَمَّا يَفۡعَلُ وَهُمۡ يُسۡـَٔلُونَ﴾ [الأنبياء :23]
وهوَ سُبحانَهُ الحاكِمُ المُطلَق، الحَكيمُ الذي لا يُخطِئ، العَدْلُ الذي لا يَظلِم، فلا يُناقَشُ ولا يُعتَرَضُ عَليه، والخَلقُ همُ الذينَ يَسألُهمُ اللهُ عمَّا يَفعَلون، لأنَّهمْ مَملوكُونَ ومُكَلَّفونَ بما أمرَهمْ بهِ رَبُّهم، ومُحاسَبونَ على ما قَدَّموا مِنْ أعمال.
﴿أَمِ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةٗۖ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡۖ هَٰذَا ذِكۡرُ مَن مَّعِيَ وَذِكۡرُ مَن قَبۡلِيۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ الۡحَقَّۖ فَهُم مُّعۡرِضُونَ﴾ [الأنبياء :24]
بلْ إنَّ المشرِكينَ اتَّخَذوا لأنفُسِهمْ آلِهَةً يَعبدُونَها مِنْ دونِ الله. قُلْ لهمْ أيُّها الرسُول: هاتُوا دَليلًا على صِحَّةِ دَعواكُمْ بأنَّ هذهِ الحِجارَةَ والأخشابَ آلِهةٌ حقًّا. وهذا كِتابُ رَبِّي الذي أنزلَهُ عَليّ، وهُناكَ الكتُبُ المُنزَلَةُ على الأنبياءِ مِنْ قَبلي، وكُلُّها على نَقيضِ ما تَقولونَ وتَزعُمون. بلْ أكثرُهمْ جاهِلونَ لا يُفَرِّقونَ بينَ الحقِّ والباطِل، فهمْ مُستَمِرُّونَ في الإعراضِ عنِ الحَقّ، والتَّكذيبِ بالرَّسُول.
﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَاعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء :25]
وما أرسَلنا قَبلَكَ مِنْ رَسُولٍ إلاّ وأمَرناهُ بالدَّعوَةِ إلى عِبادَةِ اللهِ وحدَهُ لا شَريكَ له، فاعبُدوني وَحدي ولا تُشرِكوا مَعي أحَدًا.
﴿وَقَالُواْ اتَّخَذَ الرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ﴾ [الأنبياء :26]
وقالَ فَريقٌ مِنَ العَربِ المشرِكين: الملائكةُ بَناتُ الله! تَعالَى اللهُ عنْ ذلكَ وتقَدَّس، ما همْ إلاّ عِبادٌ خلقَهمُ الله مثلَ غَيرِهم، وهمْ مُقَرَّبونَ عندَهُ مُكرَمون.
﴿لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِالۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأنبياء :27]
لا يتقَدَّمونَ على رَبِّهمْ بقَولٍ أو عمَل، بلْ همْ مأمُورونَ مُطيعون، يُنَفِّذونَ ما يُؤمَرونَ به.
﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ﴾ [الأنبياء :28]
وعِلمُهُ تعالَى مُحيطٌ بهمْ وبأحْوالِهم، لا يَخفَى عَليهِ خافِيَةٌ ممّا عَمِلوا وممّا يَعمَلون، ولا يَطلبونَ الشَّفاعَةَ إلاّ لمَنْ رَضيَ اللهُ أنْ يَشفَعوا له، ولا يَكونونَ إلاّ منْ أهلِ لا إلهَ إلاّ الله. وهمْ وَجِلونَ خَوفًا ورهبَةً منهُ تَعالَى.
﴿۞وَمَن يَقُلۡ مِنۡهُمۡ إِنِّيٓ إِلَٰهٞ مِّن دُونِهِۦ فَذَٰلِكَ نَجۡزِيهِ جَهَنَّمَۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي الظَّـٰلِمِينَ﴾ [الأنبياء :29]
ومَنْ يَقُلْ مِنَ المَلائكةِ إنَّهُ إلهٌ مِنْ دونِ الله، فهذا جَزاؤهُ جهنَّم، كسائرِ المشرِكينَ المُجرِمين، الذينَ يَلقَونَ ذلكَ المَصير.
وهذا على سَبيلِ الافتِراض، وهوَ رَدٌّ على المشرِكينَ وتَبكيتٌ لهمْ فيما يَدَّعون.
﴿أَوَلَمۡ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّ السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقٗا فَفَتَقۡنَٰهُمَاۖ وَجَعَلۡنَا مِنَ الۡمَآءِ كُلَّ شَيۡءٍ حَيٍّۚ أَفَلَا يُؤۡمِنُونَ﴾ [الأنبياء :30]
ألا يَتدَبَّرُ هؤلاءِ الكافِرونَ في آياتِ اللهِ الكونيَّة، ويتمَعَّنونَ في خَلقِ السَّماواتِ العَظيمَةِ المَنيعَة، وفي الأرضِ وما فيها ومَنْ عَليها، وقدْ كانتا أوَّلاً مُلتَحِمتَينِ مُلتَزِقتَينِ، فشَقَقْناهُما وفَصَلنا بَعضَهما عنْ بَعض؟
وخَلقنا مِنَ الماءِ كُلَّ ذي حَياة، فهوَ أصلُ كُلِّ حَيّ، وهوَ أعظَمُ مَوادِّه، وأكثَرُ ما يُحتاجُ إليهِ ويُنتَفَعُ به. أفلا يَعلَمونَ ذلكَ ويَتدَبَّرونَهُ ليؤمِنوا ويَهتَدوا؟
ويَقولُ العُلماء: إنَّ جَميعَ الكائناتِ الحَيَّةِ مُكوَّنَةٌ مِنْ 80% منَ الماء، وإنَّ جِسمَ الإنسانِ 70% منهُ ماء، ولا يَقدِرُ على العيشِ أكثرَ مِنْ أربَعَةِ أيَّامٍ بدونِ ماء.
وذكرَ رَئيسُ مَعهَدِ هادو للبُحوثِ العلميَّةِ في طوكيو في مؤتَمرٍ عِلميّ، أنَّ للمَاءِ ذاكِرَةً، وأنَّهُ صُورَةٌ مِنْ صُوَرِ الطَّاقَةِ الكامِنَة، التي تُمَكِّنُهُ مِنَ السَّمعِ والرُّؤيَةِ والشُّعورِ والانفِعال، واختِزانِ المَعلوماتِ ونَقلِها والتأثُّرِ بها، إلى جَانبِ تأثيرِها في تَقويَةِ مناعَةِ الإنسان، ورُبَّما عِلاجِهِ أيضًا مِنَ الأمراضِ العُضْويَّةِ والنفسيَّة.
﴿وَجَعَلۡنَا فِي الۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمۡ وَجَعَلۡنَا فِيهَا فِجَاجٗا سُبُلٗا لَّعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ﴾ [الأنبياء :31]
وجعَلنا في الأرضِ جِبالًا ثابِتَةً، لئلاّ تَتحرَّكَ وتَميلَ بسُكَّانِها، وجعَلنا في هذهِ الجِبالِ ثُغورًا وفجَوات، لتَكونَ طرُقًا ومَنافِذَ للنّاسِ يَسلكونَها ويَتنقَّلونَ منها إلى ما وراءَها، ولعلَّهمْ يَستَدِلُّونَ بها على مَقاصِدِهمْ في أسفَارِهمْ ورحَلاتِهم، ويَشكرونَ اللهَ على ذلك.
﴿وَجَعَلۡنَا السَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ وَهُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهَا مُعۡرِضُونَ﴾ [الأنبياء :32]
وجعَلنا السَّماءَ عاليَةً، كالسَّقفِ للأرْض، مَحفوظَةً ومَحروسَةً مِنْ أنْ يَنالَها تَغيُّر، أو يُصيبَها خَلَل. وهمْ عنْ آياتِها الكثيرَةِ غافِلونَ ذاهِلون، لا يَتفَكَّرونَ فيها ولا يَتدَّبرونَ أمرَها، على الرَّغمِ مِنْ ظُهورِها ووُضوحِها، كالشَّمس، والقمَر، والنُّجوم، والسَّحاب...الدالَّةِ على عظَمَةِ الخالقِ ووحدانيَّتِه.
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ الَّيۡلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمۡسَ وَالۡقَمَرَۖ كُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ﴾ [الأنبياء :33]
وهوَ الذي خلقَ اللَّيلَ بظَلامِهِ وسُكونِه، والنَّهارَ بضيائهِ وحركتِه، والشَّمسَ بوهَجِها وحرارَتِها ومَنفَعَتِها، والقمرَ بنورِهِ وسَيرِهِ وفائدَتِه... وكُلُّ الكواكبِ ومَجموعاتِ النُّجومِ والمَجرّاتِ تَدورُ حولَ نَفسِها في حركَةٍ مِحوَريَّة، وتَدورُ في مَداراتِها في حَركَةٍ انتِقاليَّة. والكونُ كُلُّهُ يَتحرَّك. وهذا دَليلٌ على وجودِ الخالقِ الحَيِّ القَيُّوم، القائمِ بتَدبيرِ هذا الكَونِ العَظيم.
﴿وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ الۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ الۡخَٰلِدُونَ﴾ [الأنبياء :34]
وما جَعَلنا لإنسانٍ قَبلَكَ - أيُّها الرَّسُولُ - خُلودًا وبَقاءً في الدُّنيا، فكُلُّهمْ ميِّتون، أفإنْ مِتَّ أنتَ فسَتُكتَبُ الحياةُ لهؤلاءِ الكفَّارِ الذينَ يترَبَّصونَ بكَ المَوت؟
﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ الۡمَوۡتِۗ وَنَبۡلُوكُم بِالشَّرِّ وَالۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾ [الأنبياء :35]
كُلُّ نَفسٍ على وَجهِ الأرضِ سَوفَ تَموت، ونَختَبِرُكمْ بالمَكارِهِ والمَصائب، والنَّعيمِ والرَّخاء، ونُبادِلُ بينَ هذهِ وهذه، ابتِلاءً وتَمحيصًا، لنَرَى ما تُظهِرونَهُ منْ هِدايَةٍ أو ضلال، وشُكرٍ أو كُفر، وسَوفَ تُرجَعونَ إلَينا يَومَ الحِساب، لنُحاسِبَكمْ على أعمالِكمْ كُلِّها.
﴿وَإِذَا رَءَاكَ الَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي يَذۡكُرُ ءَالِهَتَكُمۡ وَهُم بِذِكۡرِ الرَّحۡمَٰنِ هُمۡ كَٰفِرُونَ﴾ [الأنبياء :36]
وإذا رآكَ المشرِكونَ أيُّها النبيّ، سَخِروا مِنكَ واستَهزؤوا بك، وقالوا مُنتَقِصينَ منك: أهذا الذي يَذكرُ آلِهتَكمْ بسُوء، ويُسَفِّهُ عُقولَكمْ لأنَّكمْ تَعبُدونَها، ويَقولُ إنَّها لا تَنفَعُ ولا تَضُرّ؟
وهمْ كافِرونَ بالقُرآنِ الذي جعلَهُ اللهُ هِدايَةً للنّاس، فهمْ أحَقُّ بأنْ يُنكَرَ عَليهم، ويُستَهزَأ بعُقولِهم.
﴿خُلِقَ الۡإِنسَٰنُ مِنۡ عَجَلٖۚ سَأُوْرِيكُمۡ ءَايَٰتِي فَلَا تَسۡتَعۡجِلُونِ﴾ [الأنبياء :37]
خُلِقَ الإنسانُ مَطبوعًا على العجَلَةِ والتسَرُّع، فهوَ قَليلُ الصَّبر، لا تكادُ تَنفَكُّ عَنهُ العجَلة، ولو كانَ فيما يَطلبُهُ مَضرَّةٌ له. والكافِرونَ يَستَعجِلونَ العَذاب، تَكذيبًا لهُ ومُعانَدةً مِنْ أنفُسِهم. لا تَستَعجِلوا، فسَوفَ تَنالُكمُ النِّقمَةُ والعَذاب، إنْ عاجِلاً في الدُّنيا، أو آجِلاً في الآخِرَة. واللهُ سَريعُ الانتِقام، وهوَ إنْ أمهَلَكمْ، فلنْ يؤخِّرَ العُقوبَةَ عنكمْ إذا جاءَ مَوعِدُها.
﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ [الأنبياء :38]
ويَقولونَ تَكذيبًا وعِنادًا: متَى يَقَعُ عَلينا هذا العَذاب، أو متَى تَحينُ السَّاعَة، إذا كنتُمْ صَادِقينَ بأنَّها آتيَة؟
﴿لَوۡ يَعۡلَمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمۡ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ﴾ [الأنبياء :39]
لو يَعلَمُ الكافِرونَ هَولَ وفَظاعَةَ هذا الذي يَستَعجِلونَهُ لَمَا استَهزَؤوا بهِ أو جحَدوه، عندَما لا يَقدِرونَ على أنْ يَمنَعوا مِنْ وجوهِهمْ شِدَّةَ النَّارِ ولَهبَها، التي تُحيطُ بهمْ مِنْ كُلِّ جانِب، ولا عنْ ظُهورِهم، ولا أحدَ يَنتَصِرُ لهمْ ويُخَلِّصُهمْ منَ العَذابِ الذي همْ فيه.
﴿بَلۡ تَأۡتِيهِم بَغۡتَةٗ فَتَبۡهَتُهُمۡ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ﴾ [الأنبياء :40]
بلْ تَلتَهمُهمُ النَّارُ فَجأة، فتُفزِعُهمْ وتُحَيِّرُهم، فلا يستَطيعونَ رَدَّها عَنهم، ولا مفَرَّ لهمْ منها، فيَستَسلِمونَ لها. ولا يُؤَخَّرُ عنهمُ العَذاب، ولا همْ يُمهَلونَ ليَستَريحوا.