ليسَ هُناكَ بأسٌ ولا حرَجٌ عَليكمْ في مُؤاكَلَةِ الأعمَى، والأعرَج، والمَريض، ولا حرجَ عليهمْ في ذلكَ أيضًا (وكانوا يتَحرَّجونَ مِنْ ذلك). ولا حرَجَ عليكمْ أنْ تأكُلوا مِنْ بُيوتِكم (ومنها بُيوتُ أولادِكمْ وزَوجاتِكم)، أو بُيوتِ آبائكم، أو بُيوتِ أُمَّهاتِكم، أو بُيوتِ إخوانِكم، أو بُيوتِ أخَواتِكم، أو بُيوتِ أعمامِكم، أو بُيوتِ عَمَّاتِكم، أو بُيوتِ أخوالِكم، أو بُيوتِ خالاتِكم، أو ما تحتَ أيديكمْ وتصَرُّفِكم، كبُستانٍ أو ماشِيَةٍ مَوَكَّلَةٍ بكم، أو بُيوتِ أصدِقائكم، فلا حرَجَ عليكمْ أنْ تأكُلوا منها، وإنْ لم يَكونوا حاضِرين، مُجتَمعينَ كنتُمْ أو مُنفَرِدين.
ولا تُنادُوا الرَّسولَ باسمِهِ أو بكُنيَتِهِ كما يَدعو بَعضُكمْ بَعضًا، فيَقول: يا فُلان، ويا أبا فُلان، ويا ابنَ فُلان، بلْ شَرِّفوهُ وزِيدوا مِنْ إكرامِه، وقولوا: يا رسُولَ الله، ويا نبيَّ الله.
أو أنَّ المَقصود: لا تَظنُّوا أنَّ دُعاءَ الرَّسولِ كدُعاءِ غَيرِه، فاحذَروا أنْ يَدعُوَ عَليكم، فإنَّ دُعاءَهُ مُستَجاب.
ويَعلَمُ اللهُ الذينَ يُخالِفونَ أمرَهُ ولا يَستأذِنونَ رَسولَه، وهمُ المُنافِقون، الذينَ يَخرُجونَ مِنَ الجماعَةِ خِفيَة، فيَلوذُ بَعضُهمْ ببَعضٍ ويَستَتِرُ بهِ حتَّى يَخرُج. فليَخْشَ هؤلاءِ المُخالِفونَ العاصُونَ لأمرِ رَسولِهِ أنْ يُصيبَهمْ بَلاءٌ أو مِحنَةٌ في الدُّنيا، بقَتلٍ أو غَيرِه، أو أنْ يَنالَهمْ عذابٌ شَديدٌ في الآخِرَة.