تفسير سورة الزمر

  1. سور القرآن الكريم
  2. الزمر
39

﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءٗ فَسَلَكَهُۥ يَنَٰبِيعَ فِي الۡأَرۡضِ ثُمَّ يُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعٗا مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَجۡعَلُهُۥ حُطَٰمًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِي الۡأَلۡبَٰبِ﴾ [الزمر:21]


ألمْ تَنظُرْ أيُّها الإنسَانُ أنَّ اللهَ أنزلَ المطرَ مِنَ السَّحاب، فصرَفَهُ في العُيونِ والمَجاري الكائنَةِ في الأرض، ثمَّ أخرجَ بهذا الماءِ زَرعًا مُختَلِفًا أنواعُهُ وأصنافُه، وأشكالُهُ وطُعومُه، ومَنافِعُه ورَوائحُه، ثمَّ يَيْبَسُ هذا الزَّرع، فتَراهُ أصفرَ لا رُوحَ فيه، بعدَ أنْ كانَ أخضرَ نَضِرًا، ثمَّ يَجعلُهُ مَهشَّمًا مُتكَسِّرًا؟ إنَّ في ذلكَ تَذكيرًا وعِظَةً لأصحَابِ العُقولِ السَّويَّة، فيَرَونَ في ذلكَ تَمثيلاً لحياةِ الإنسَان، الذي يَنمو صَغيرًا، ثمَّ يَشتَدّ، ثمَّ يَكونُ هَرِمًا، ثمَّ يَموت. وهكذا الدُّنيا إلى زَوال. ثمَّ يَكونُ بَعثٌ وإحيَاء، وحِسَابٌ وجَزاء.

﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَيۡلٞ لِّلۡقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ اللَّهِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [الزمر:22]


أفمَنْ وسَّعَ اللهُ صَدرَهُ للإسْلام، فهوَ على هُدًى ويَقينٍ مِنْ أمرِ رَبِّه، كمَنْ هوَ أعمَى القَلب، مُصِرٌّ على الكُفر؟ لا يَستَويان. فالوَيلُ والهَلاكُ لمَنْ كانَ قاسيَ القَلب، لا يَخشَعُ عندَ ذِكرِ اللهِ ولا يَلِين، أولئكَ في ضَلالٍ ظَاهرٍ عنِ الحقّ.

﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ الۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ اللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُضۡلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ﴾ [الزمر:23]


أنزلَ اللهُ القُرآنَ الكريم، الذي هوَ أحسَنُ الكلام، يُشبِهُ بَعضُهُ بَعضًا، لكَونِهِ صِدقًا وعَدلاً، فلا اختِلافَ بينَ مَعاني آياتِهِ ولا تَناقُض، معَ تَجانُسٍ وتكامُلٍ في ألفاظِهِ وتَركيبِها، ويُكرَّرُ فيهِ التَّرغيبُ والتَّرهيب، ويُعادُ فيهِ ذِكرُ الأوامرِ والنَّواهي، والأخبَارِ والأحكَام، لفوائدَ وحِكم، مِنَ التَّذكيرِ والتَّأثيرِ والإعجَاز، تَضطَرِبُ وتَرتَعِشُ منهُ جُلودُ المؤمِنينَ عندَ تِلاوَتِه، أو سَماعِ آياتِ وَعدِهِ ووَعيدِه، خَوفًا وخَشيَةً مِنْ رَبِّهم، ثمَّ تَلِينُ وتَسكُن، وتَطمَئنُّ قُلوبُهمْ إلى ذِكرِ اللهِ وتأنَسُ به، لِما يأمُلونَ مِنْ رَحمَتِهِ ولُطفِه، وتلكَ صِفَةُ هَدي اللهِ لعِبادِه، يوَفِّقُ مَنْ يَشاءُ إلى ذلك، ومَنْ أضَلَّهُ اللهُ لإعراضِهِ عمَّا يُرشِدُهُ إليه، فلا يَقدِرُ أحَدٌ على هدايَتِه.

﴿أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجۡهِهِۦ سُوٓءَ الۡعَذَابِ يَوۡمَ الۡقِيَٰمَةِۚ وَقِيلَ لِلظَّـٰلِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ﴾ [الزمر:24]


أفمَنْ يُريدُ أنْ يتَجنَّبَ شِدَّةَ العَذابِ ويَدفعَ النَّارَ بوَجهِهِ يَومَ القيامَة - فيَداهُ مَغلولَتانِ - ويُقالُ للكافِرينَ تأنيبًا وتَقريعًا: ذوقُوا جَزاءَ ما كنتُمْ تَعمَلونَ مِنَ الكُفرِ والمَعاصي في الدُّنيا، أهذا خَيرٌ أمْ مَنْ يأتي آمِنًا مُستَبشِرًا يَومَ القيامَة؟

﴿كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَىٰهُمُ الۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ﴾ [الزمر:25]


لقدْ كذَّبَتْ أُمَمٌ سالِفَةٌ قَبلَ قَومِك، فأهلكَهمُ اللهُ بذُنوبِهمْ وهمْ غافِلون، لا يَتوَقَّعونَ العَذاب.

﴿فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الۡخِزۡيَ فِي الۡحَيَوٰةِ الدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ الۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ﴾ [الزمر:26]


فأذاقَهمُ اللهُ الذُّلَّ والهَوانَ في الحيَاةِ الدُّنيا، كالقَتلِ والأسْر، والمَسْخِ والخَسْف، والجوعِ والغرَق، وفي الآخِرَةِ لهمْ عَذابٌ أشَدُّ وأبقَى، لو عَلِموا ذلكَ واعتَبَروا.

﴿وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖ لَّعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [الزمر:27]


ولقدْ بيَّنَّا للنَّاسِ في هذا الكتابِ المُبِين، منْ كُلِّ الأمثالِ النَّافِعَةِ التي يَحتاجُونَ إليها، والأحدَاثِ والوَقائعِ المُعتبَرَة منها، لعلَّهمْ بذلكَ يتَّعِظونَ ويَتدَبَّرون.

﴿قُرۡءَانًا عَرَبِيًّا غَيۡرَ ذِي عِوَجٖ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾ [الزمر:28]


هوَ قُرآنٌ مَجيدٌ بلُغَةٍ عرَبيَّةٍ فَصيحَةٍ بَليغَة، لا خلَلَ فيهِ ولا اعوِجاج، لعلَّهمْ يُؤمِنونَ به، ويَحذَرونَ إنذارَه، ويَجتَنِبونَ ما حرَّمَه.

﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلٗا رَّجُلٗا فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَٰكِسُونَ وَرَجُلٗا سَلَمٗا لِّرَجُلٍ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ الۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الزمر:29]


وهذا مَثَلٌ ضربَهُ اللهُ في القُرآنِ للتَّذكيرِ والاعتِبار: عَبدٌ يَتمَلَّكُهُ عِدَّةُ أشخَاص، يَتنازَعونَ فيهِ ويتَشاجَرون، لسُوءِ طِباعِهمْ وشَراسَةِ أخلاقِهم، فهوَ مُتحَيِّرٌ ومُشَتَّتُ الفِكرِ والهمِّ بينَهم، وآخَرُ يَتمَلَّكُهُ واحِدٌ لا يُشارِكُهُ أحَدٌ فيه، فهوَ في رَاحَةٍ وعافيَةٍ مِنْ ذلك، فهلْ يَستَوي حالُهما؟ لا يَستَويان. الحَمدُ للهِ على اعتِرافِهمْ بذلك، وإقامَةِ الحُجَّةِ عَليهم، ولكنَّ أكثرَ هؤلاءِ المشرِكينَ ليسُوا مِنْ أهلِ العِلمِ والتَّدَبُّرِ حتَّى يُوازِنوا ويُطابِقوا المثَلَ على حالِهم.

وهوَ مِثالُ المُشرِكِ الذي يَعبُدُ عِدَّةَ آلهَة، والمؤمِنِ المُخلِصِ لرَبِّه.

﴿إِنَّكَ مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾ [الزمر:30]


ويأتي اليَومُ الذي تَموتُ فيهِ أيُّها الرَّسُول، وكذلكَ يَموتونَ همْ جَميعًا.

﴿ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ الۡقِيَٰمَةِ عِندَ رَبِّكُمۡ تَخۡتَصِمُونَ﴾ [الزمر:31]


ثمَّ إنَّكمْ جَميعًا، المؤمِنينَ والكافِرين، تَجتَمِعونَ عندَ اللهِ يَومَ الحِساب، وتَختَصِمونَ وتتَحاجُّونَ فيما كنتُمْ تَختَلِفونَ فيهِ وتتَظالَمون في الحيَاةِ الدُّنيا، مِنَ الإيمانِ والشِّرك، وأمورِ الدُّنيا، فيَفصِلُ بينَكم، ويَجزي كُلاًّ بما يَستَحِقّ.

﴿۞فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ﴾ [الزمر:32]


وليسَ هُناكَ أظلَمُ ممَّنْ كذَبَ على اللهِ فجعلَ لهُ الشَّريكَ والولَد، وكذَّبَ بما جاءَ بهِ الرَّسُولُ مِنَ الحقِّ والصَّواب. أليسَ لهؤلاءِ المشرِكينَ المكذِّبينَ نارُ جهنَّمَ يَكونُ لهمْ مُستَقَرًّا إلى الأبَد؟

﴿وَالَّذِي جَآءَ بِالصِّدۡقِ وَصَدَّقَ بِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ الۡمُتَّقُونَ﴾ [الزمر:33]


والرسُلُ الذينَ جاؤوا بالحقِّ مِنْ عندِ رَبِّهم، وصدَّقُوا به، وبلَّغوهُ عنْ عَقيدَةٍ واقتِناع، والمؤمِنونَ الذينَ صدَّقوا بما جاؤوا بهِ واتَّبَعوه، أولئكَ الذينَ تجنَّبوا الشِّركَ وخافُوا ربَّهم.

﴿لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ جَزَآءُ الۡمُحۡسِنِينَ﴾ [الزمر:34]


لهمْ ما يَشاؤونَ وما يَشتَهونَ مِنَ النَّعيمِ عندَ رَبِّهم، وذلكَ هوَ جَزاءُ الذينَ صدَقوا في إيمانِهم، وأحسَنوا في عمَلِهم.

﴿لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنۡهُمۡ أَسۡوَأَ الَّذِي عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ الَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الزمر:35]


ليَغفِرَ اللهُ لهمْ أسوَأَ ما عَمِلوا مِنْ ذُنوب، ويُثيبَهمْ على أعمالهمُ الحسَنةِ أحسَنَ الثَّوابِ وأجزلَه.

﴿أَلَيۡسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ وَمَن يُضۡلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ﴾ [الزمر:36]


أليسَ اللهُ كافيًا عبدَهُ ونبيَّهُ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم وحافِظًا إيَّاهُ مِنْ سُوءِ الكائدينَ له؟ ويُخَوِّفونَكَ بالأصْنام، وأنَّكَ إذا ذَكرْتَها بسُوءٍ أصَابَتْكَ بِشَرّ؛ جَهلاً وضَلالاً منهم، ومَنْ يُضْلِلْهُ اللهُ - لعِلمِهِ أنَّهُ يَستَحِقُّ الضَّلالةَ - فليسَ لهُ مُرشِدٌ يأخذُ بيدِهِ إلى الحقّ.

﴿وَمَن يَهۡدِ اللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّضِلٍّۗ أَلَيۡسَ اللَّهُ بِعَزِيزٖ ذِي انتِقَامٖ﴾ [الزمر:37]


ومَنْ يَهْدِهِ اللهُ ويُوَفِّقْهُ إلى طَريقِ الخَيرِ والصَّلاح، فلا أحدَ يَقدِرُ على صَرْفِهِ عنها. أليسَ اللهُ غالِبًا لا يُغلَب، شَديدَ الانتِقامِ ممَّنْ كفرَ وعانَد؟

﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُۚ قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِيَ اللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ الۡمُتَوَكِّلُونَ﴾ [الزمر:38]


وإذا سألتَ المشرِكين: مَنِ الذي خلقَ السَّماوات العَظيمَة، والأرْضَ وما فيها وما عَليها؟ فيَقولون: اللهُ وَحدَه. فقُلْ لهم: أرأيتُمْ لو أنَّ اللهَ ابتَلاني بشِدَّةٍ وبَلاء، هلْ تَستَطيعُ آلهتُكمُ المزعُومَةُ أنْ تَكشِفَ عنِّي ما أصابَني مِنْ ذلك؟ وإذا رَحِمَني فأكرَمَني بَخيرٍ ونِعمَة، هلْ تَقدِرُ على أنْ تَمنعَهُ منِّي؟

إنَّها لا تَستَطيعُ أنْ تَفعلَ شَيئًا مِنْ ذلك. فقُلْ لهم: إنَّ كافيَّ مِنْ إصابَةِ الخَير، وحافِظِي مِنَ الشرّ، هوَ اللهُ وَحدَه، وعليهِ وَحدَهُ يَعتَمِدُ المُتوَكِّلونَ على رَبِّهم، لعِلمِهمْ أنَّ الخَيرَ والشرَّ بيدِه.

﴿قُلۡ يَٰقَوۡمِ اعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ﴾ [الزمر:39]


قُلْ لهمْ أيُّها الرسُول: اعمَلوا على طَريقَتِكمْ ما تُريدُون، واثبتُوا على ما أنتُمْ عليهِ مِنَ الشِّركِ والتَّكذيب - وهوَ تَهديدٌ لهمْ وليسَ بأمرٍ - وأنا عامِلٌ على طَريقَتي ومِنهَجي، وسَوفَ تَعلَمونَ مَنِ الجاني على نَفسِه،

﴿مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ﴾ [الزمر:40]


الذي يَحِلَّ عليهِ عَذابٌ يُذِلُّه، كقَتلٍ أو أسْر، كما كانَ في بَدر. ولهُ في الآخِرَةِ عَذابٌ دائم، لا مَحيدَ لهُ عنه.