﴿وَاسۡتَمِعۡ يَوۡمَ يُنَادِ الۡمُنَادِ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ﴾ [ق:41]
واستَمِعْ لِما أُخبِرُكَ بهِ مِنْ أهوالِ السَّاعَة، يَومَ يُنادي المَلَكُ بالقِيامَةِ والنُّشورِ مِنْ مَوضِعٍ قَريب،
﴿يَوۡمَ يَسۡمَعُونَ الصَّيۡحَةَ بِالۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ الۡخُرُوجِ﴾ [ق:42]
يَومَ يَسمَعونَ النَّفخَةَ الثَّانيةَ مِنَ الصُّور، وهيَ نَفخَةُ البَعثِ بالحقّ، الذي كانَ يُنكِرهُ الكافِرون، ذلكَ هوَ يَومُ خُروجِ المَوتَى مِنَ القُبور.
﴿إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِۦ وَنُمِيتُ وَإِلَيۡنَا الۡمَصِيرُ﴾ [ق:43]
إنَّا نحنُ نُحييكمْ في الدُّنيا، ونُميتُكمْ فيها، وإلينا تُخرَجونَ في الآخِرَةِ للحِسابِ والجَزاء.
﴿يَوۡمَ تَشَقَّقُ الۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ﴾ [ق:44]
في ذلكَ اليَومِ تَنشَقُّ الأرْضُ عنِ الأموَاتِ فيَخرُجونَ منها سِراعًا إلى مَوقفِ الحِساب، وبَعثُ النَّاسِ وجَمعُهمْ في أرْضِ المَحشَرِ أمرٌ سَهلٌ هَيِّنٌ عَلينا.
﴿نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ فَذَكِّرۡ بِالۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ﴾ [ق:45]
نحنُ أعلَمُ بما يَقولُ المشرِكونَ في حَقِّكَ مِنَ التَّكذيب، ومِنَ الإعراضِ عنِ القُرآن، والكُفرِ بالبَعثِ والنُّشور، ولم تُبعَثْ لتُجبِرَهمْ على الإسْلام، إنَّما أنتَ مُبَلِّغٌ مُذَكِّر، فبَلِّغْهمْ رسالةَ رَبِّك، وعِظْ بالقُرآنِ مَنْ يَخافُ اللهَ ووَعيدَه، فإنَّهُ لا يَنتَفِعُ بهِ غَيرُهم، واللهُ يَهدي مَنْ يَشاء. وكانَ ذلكَ في مكَّة، قَبلَ أنْ يؤمَروا بالقِتال.
قالتْ أمُّ هِشامٍ بنتُ حارِثَةَ بنِ النُّعمان: "ما أخَذتُ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} إلاَّ عنْ لِسانِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقرَؤها كُلَّ يَومِ جُمُعَةٍ على المِنبَرِ إذا خطبَ النَّاس". رواهُ مُسلمٌ وغَيرُه.
قالَ العُلماء: سبَبُ اختيارِ (ق) أنَّها مُشتَمِلَةٌ على البَعثِ والمَوتِ والمَواعِظِ الشَّديدَةِ والزَّواجرِ الأكيدَة. أفادَهُ النَّوَويُّ في شَرحِهِ على صَحيحِ مُسلم.