أمْ أنَّ عندَهمُ القُدرَةَ على العِلمِ بما في الغَيبِ فهمْ يَكتبونَ منه، ويَقِفونَ مِنْ خِلالِهِ على حَقيقَةِ الأمُورِ والأخبَار، فعَلِموا بذلكَ أنَّهمْ على حقّ؟
واصبِرْ لأمرِ ربِّكَ في بَقائكَ بينَهمْ وتحمُّلِكَ أذاهُم، فإنَّكَ بمَرأىً منَّا، وفي حِفظِنا وحِراسَتِنا، واجمَعْ بينَ حَمدِهِ وتَسبيحِهِ حينَ تَقومُ إلى الصَّلاة.
وكانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ في ابتِداءِ الصَّلاةِ (قَبلَ الفاتِحَةِ): "سُبحانَكَ اللهمَّ وبحَمدِكَ، وتَباركَ اسمُكَ، وتَعالَى جَدُّكَ، ولا إلهَ غَيرُك"، كما صحَّ في الحديثِ الذي رَواهُ الحاكِمُ وأبو داودَ وغَيرُهما.
واذكُرْهُ في بَعضِ اللَّيلِ وصَلِّ له، فإذا غابَتِ النُّجومُ وبدا ضَوءُ الصُّبح، فصَلِّ لهُ كذلك. والمَقصودُ رَكعتا سُنَّةِ الفَجر، وكانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَريصًا عَليهما أكثرَ مِنْ كُلِّ النَّوافل، كما صحَّ في حَديثِ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها.