تفسير سورة النجم

  1. سور القرآن الكريم
  2. النجم
53

﴿ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ الۡجَزَآءَ الۡأَوۡفَىٰ﴾ [النجم:41]


ثمَّ يُجزَى على سَعيهِ الجزاءَ الكامِل، فلا يُنقَصُ مِنْ ثَوابِه، ولا يُزادُ في عِقابِه.

﴿وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الۡمُنتَهَىٰ﴾ [النجم:42]


وأنَّ مُنتهَى الخَلقِ ومَصيرَهمْ يَكونُ إلى اللهِ تعالَى يَومَ المَعاد.

﴿وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ﴾ [النجم:43]


وأنَّهُ تَعالَى أوجدَ في عِبادِهِ الضَّحِكَ والبُكاء، والسُّرورَ والحُزن، وأسبَابَهما، وهُما مُختَلِفان.

﴿وَأَنَّهُۥ هُوَ أَمَاتَ وَأَحۡيَا﴾ [النجم:44]


وأنَّهُ سُبحانَهُ خلقَ المَوتَ والحياة، فأماتَ مَنْ أحياهُ في الدُّنيا، وأحيا مَنْ أماتَهُ يَومَ البَعث.

﴿وَأَنَّهُۥ خَلَقَ الزَّوۡجَيۡنِ الذَّكَرَ وَالۡأُنثَىٰ﴾ [النجم:45]


وأنَّهُ بقُدرَتِهِ خلقَ مِنْ نَوعِ الإنسَانِ وأنواعِ الحيَوانِ الزَّوجَين: الذَّكرَ والأُنثَى.

﴿مِن نُّطۡفَةٍ إِذَا تُمۡنَىٰ﴾ [النجم:46]


مِنْ نُطْفَةِ الذَّكَرِ إذا تدفَّقَتْ وصُبَّتْ في رَحِمِ الأُنثَى.

﴿وَأَنَّ عَلَيۡهِ النَّشۡأَةَ الۡأُخۡرَىٰ﴾ [النجم:47]


وأنَّ عليهِ سُبحانَهُ إعادَةَ الأحيَاءِ بعدَ الإماتَةِ يَومَ القِيامَة، وفاءً بوَعدِه.

﴿وَأَنَّهُۥ هُوَ أَغۡنَىٰ وَأَقۡنَىٰ﴾ [النجم:48]


وأنَّهُ تَعالَى أعطَى عِبادَهُ وملَّكَهمْ ما يُدَّخَرُ وما يُرضي مِنْ مَالٍ ومَتاع.

﴿وَأَنَّهُۥ هُوَ رَبُّ الشِّعۡرَىٰ﴾ [النجم:49]


وأنَّهُ رَبُّ هذا الكَوكبِ النيِّر، المعروفِ بالشِّعْرَى. وكانتْ طائفَةٌ مِنَ العرَبِ تَعبدُه!

﴿وَأَنَّهُۥٓ أَهۡلَكَ عَادًا الۡأُولَىٰ﴾ [النجم:50]


وأنَّهُ أهلكَ عادًا قَومَ هُود، بريحٍ قويَّةٍ عاتيَة؛ لتَكذيبِهمْ نبيَّهم.

وهؤلاءِ الأُوَل، وكانَ لهمْ عَقِب.

﴿وَثَمُودَاْ فَمَآ أَبۡقَىٰ﴾ [النجم:51]


وأهلكَ ثَمودَ قَومَ صالحٍ بالصَّيحَة، ولم يُبقِ مِنْ كفَّارِهمْ أحدًا.

﴿وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ هُمۡ أَظۡلَمَ وَأَطۡغَىٰ﴾ [النجم:52]


وأغرقَ قَومَ نُوحٍ بالطُّوفانِ قَبلَ هؤلاء، وكانوا أظلمَ منهمْ وأشدَّ تَمرُّدًا وتَمادِيًا في الكفرِ والضَّلالِ والفَساد، وقدْ عاشَ بينَهمْ نَبيُّهمْ ألفًا إلاّ خَمسينَ عامًا!

﴿وَالۡمُؤۡتَفِكَةَ أَهۡوَىٰ﴾ [النجم:53]


وأسقطَ مَدائنَ قَومِ لُوط، فجعَلَ أعاليَها أسافِلَها، فقدِ ائتفَكتْ بأهلِها، أي انقلبَتْ بهم. وقدْ أثبتَتْ دراساتُ عُلومِ الأرضِ أنَّ طَبقاتِ الصُّخورِ في مِنطَقَةِ جَنوبِ البَحرِ الميِّتِ – مَوطِنِهمْ - مَقلوبَةٌ رأسًا على عَقِب.

﴿فَغَشَّىٰهَا مَا غَشَّىٰ﴾ [النجم:54]


فغطَّاها بما غطَّى مِنَ الحِجارَةِ التي أُرسِلَتْ على أهلِها.

﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ﴾ [النجم:55]


فبأيِّ نِعَمِ رَبِّكَ تُشَكِّكُ وتُجادِلُ أيُّها الإنسَان؟

﴿هَٰذَا نَذِيرٞ مِّنَ النُّذُرِ الۡأُولَىٰٓ﴾ [النجم:56]


هذا محمَّدٌ رَسُولٌ مِنْ جنسِ الرسُلِ السَّابقين، أُرسِلَ إليكمْ كما أُرسِلوا إلى أقوامِهم.

﴿أَزِفَتِ الۡأٓزِفَةُ﴾ [النجم:57]


اقترَبَتِ القِيامَةُ ودنَت.

﴿لَيۡسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ﴾ [النجم:58]


لا أحدَ يَقدِرُ على أنْ يُظهِرَها غَيرُ الله. أو لا يَقدِرُ على أنْ يَرُدَّها عنِ الإنسَانِ إذا غَشيَتْهمْ أهوالُها إلاّ هوَ سُبحانَه.

﴿أَفَمِنۡ هَٰذَا الۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ﴾ [النجم:59]


أفمِنْ هذا القُرآنِ تَعجَبونَ أيُّها المشرِكونَ أنْ يَكونَ وَحيًا مِنَ الله؟

﴿وَتَضۡحَكُونَ وَلَا تَبۡكُونَ﴾ [النجم:60]


وتَستَهزِؤونَ بهِ وأنتُمْ تَضحَكون، ولا تَبكونَ خَوفًا ممَّا فيهِ مِنَ الوَعيد؟