﴿ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ الۡجَزَآءَ الۡأَوۡفَىٰ﴾ [النجم:41]
ثمَّ يُجزَى على سَعيهِ الجزاءَ الكامِل، فلا يُنقَصُ مِنْ ثَوابِه، ولا يُزادُ في عِقابِه.
﴿وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الۡمُنتَهَىٰ﴾ [النجم:42]
وأنَّ مُنتهَى الخَلقِ ومَصيرَهمْ يَكونُ إلى اللهِ تعالَى يَومَ المَعاد.
﴿وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ﴾ [النجم:43]
وأنَّهُ تَعالَى أوجدَ في عِبادِهِ الضَّحِكَ والبُكاء، والسُّرورَ والحُزن، وأسبَابَهما، وهُما مُختَلِفان.
﴿وَأَنَّهُۥ هُوَ أَمَاتَ وَأَحۡيَا﴾ [النجم:44]
وأنَّهُ سُبحانَهُ خلقَ المَوتَ والحياة، فأماتَ مَنْ أحياهُ في الدُّنيا، وأحيا مَنْ أماتَهُ يَومَ البَعث.
﴿وَأَنَّهُۥ خَلَقَ الزَّوۡجَيۡنِ الذَّكَرَ وَالۡأُنثَىٰ﴾ [النجم:45]
وأنَّهُ بقُدرَتِهِ خلقَ مِنْ نَوعِ الإنسَانِ وأنواعِ الحيَوانِ الزَّوجَين: الذَّكرَ والأُنثَى.
﴿مِن نُّطۡفَةٍ إِذَا تُمۡنَىٰ﴾ [النجم:46]
مِنْ نُطْفَةِ الذَّكَرِ إذا تدفَّقَتْ وصُبَّتْ في رَحِمِ الأُنثَى.
﴿وَأَنَّ عَلَيۡهِ النَّشۡأَةَ الۡأُخۡرَىٰ﴾ [النجم:47]
وأنَّ عليهِ سُبحانَهُ إعادَةَ الأحيَاءِ بعدَ الإماتَةِ يَومَ القِيامَة، وفاءً بوَعدِه.
﴿وَأَنَّهُۥ هُوَ أَغۡنَىٰ وَأَقۡنَىٰ﴾ [النجم:48]
وأنَّهُ تَعالَى أعطَى عِبادَهُ وملَّكَهمْ ما يُدَّخَرُ وما يُرضي مِنْ مَالٍ ومَتاع.
﴿وَأَنَّهُۥ هُوَ رَبُّ الشِّعۡرَىٰ﴾ [النجم:49]
وأنَّهُ رَبُّ هذا الكَوكبِ النيِّر، المعروفِ بالشِّعْرَى. وكانتْ طائفَةٌ مِنَ العرَبِ تَعبدُه!
﴿وَأَنَّهُۥٓ أَهۡلَكَ عَادًا الۡأُولَىٰ﴾ [النجم:50]
وأنَّهُ أهلكَ عادًا قَومَ هُود، بريحٍ قويَّةٍ عاتيَة؛ لتَكذيبِهمْ نبيَّهم.
وهؤلاءِ الأُوَل، وكانَ لهمْ عَقِب.
﴿وَثَمُودَاْ فَمَآ أَبۡقَىٰ﴾ [النجم:51]
وأهلكَ ثَمودَ قَومَ صالحٍ بالصَّيحَة، ولم يُبقِ مِنْ كفَّارِهمْ أحدًا.
﴿وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ هُمۡ أَظۡلَمَ وَأَطۡغَىٰ﴾ [النجم:52]
وأغرقَ قَومَ نُوحٍ بالطُّوفانِ قَبلَ هؤلاء، وكانوا أظلمَ منهمْ وأشدَّ تَمرُّدًا وتَمادِيًا في الكفرِ والضَّلالِ والفَساد، وقدْ عاشَ بينَهمْ نَبيُّهمْ ألفًا إلاّ خَمسينَ عامًا!
﴿وَالۡمُؤۡتَفِكَةَ أَهۡوَىٰ﴾ [النجم:53]
وأسقطَ مَدائنَ قَومِ لُوط، فجعَلَ أعاليَها أسافِلَها، فقدِ ائتفَكتْ بأهلِها، أي انقلبَتْ بهم. وقدْ أثبتَتْ دراساتُ عُلومِ الأرضِ أنَّ طَبقاتِ الصُّخورِ في مِنطَقَةِ جَنوبِ البَحرِ الميِّتِ – مَوطِنِهمْ - مَقلوبَةٌ رأسًا على عَقِب.
﴿فَغَشَّىٰهَا مَا غَشَّىٰ﴾ [النجم:54]
فغطَّاها بما غطَّى مِنَ الحِجارَةِ التي أُرسِلَتْ على أهلِها.
﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ﴾ [النجم:55]
فبأيِّ نِعَمِ رَبِّكَ تُشَكِّكُ وتُجادِلُ أيُّها الإنسَان؟
﴿هَٰذَا نَذِيرٞ مِّنَ النُّذُرِ الۡأُولَىٰٓ﴾ [النجم:56]
هذا محمَّدٌ رَسُولٌ مِنْ جنسِ الرسُلِ السَّابقين، أُرسِلَ إليكمْ كما أُرسِلوا إلى أقوامِهم.
﴿أَزِفَتِ الۡأٓزِفَةُ﴾ [النجم:57]
اقترَبَتِ القِيامَةُ ودنَت.
﴿لَيۡسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ﴾ [النجم:58]
لا أحدَ يَقدِرُ على أنْ يُظهِرَها غَيرُ الله. أو لا يَقدِرُ على أنْ يَرُدَّها عنِ الإنسَانِ إذا غَشيَتْهمْ أهوالُها إلاّ هوَ سُبحانَه.
﴿أَفَمِنۡ هَٰذَا الۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ﴾ [النجم:59]
أفمِنْ هذا القُرآنِ تَعجَبونَ أيُّها المشرِكونَ أنْ يَكونَ وَحيًا مِنَ الله؟
﴿وَتَضۡحَكُونَ وَلَا تَبۡكُونَ﴾ [النجم:60]
وتَستَهزِؤونَ بهِ وأنتُمْ تَضحَكون، ولا تَبكونَ خَوفًا ممَّا فيهِ مِنَ الوَعيد؟