﴿وَتَذَرُونَ الۡأٓخِرَةَ﴾ [القيامة:21]
وتَترُكونَ الآخِرَة، وهيَ الحيَاةُ الباقيَة، والنَّعيمُ الذي لا يَزول.
﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ﴾ [القيامة:22]
وجوهٌ كثيرَةٌ يَومَ القيامَةِ تَكونُ بَهيَّةً مُشرِقَة، مَسرورَةً مُتَهلِّلَة، يُرَى عَليها نَضرَةُ النَّعيم، هيَ وجُوهُ المؤمِنين،
﴿إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ﴾ [القيامة:23]
تَنظرُ إلى رَبِّها عِيانًا.
﴿وَوُجُوهٞ يَوۡمَئِذِۭ بَاسِرَةٞ﴾ [القيامة:24]
ووجُوهٌ كثيرَةٌ يَومَئذٍ عابِسَةٌ كالِحة، مُغْبرَّةٌ مُسْوَدَّة، هيَ وجوهُ الكافِرين،
﴿تَظُنُّ أَن يُفۡعَلَ بِهَا فَاقِرَةٞ﴾ [القيامة:25]
تَعلَمُ أنَّهُ سيُفعَلُ بها دَاهِيةٌ عَظيمَةٌ مِنَ العَذاب، تَكسِرُ فَقارَ الظَّهر.
﴿كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ﴾ [القيامة:26]
كلاَّ لمَنْ آثرَ العاجِلَةَ على الآخِرَة. فإذا بلغَتِ الرُّوحُ التَّرقُوَة - وهيَ العَظْمَةُ القَريبَةُ مِنَ الحُلقومِ - وحَشْرَجَ بها عندَ الموت،
﴿وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ﴾ [القيامة:27]
وقالَ مَنْ حَولَه: مَنْ يَرقيهِ ويُداويه؟
﴿وَظَنَّ أَنَّهُ الۡفِرَاقُ﴾ [القيامة:28]
وأيقَنَ المُحتَضَرُ أنَّهُ الفِراقُ مِنَ الدُّنيا،
﴿وَالۡتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾ [القيامة:29]
وتَتابعَتْ عليهِ شِدَّةُ الموتُ معَ شِدَّةِ كَرْبِ الآخِرَة. أو التفَّتْ ساقُهُ بساقِهِ مِنَ الهلَعِ فلمْ تَحمِلاه،
﴿إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ الۡمَسَاقُ﴾ [القيامة:30]
إلى اللهِ يَومَئذٍ مَرجِعُ العِباد، يُساقُونَ إليهِ ليَفصِلَ بينَهم.
﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ﴾ [القيامة:31]
فلا صدَّقَ بما جاءَ بهِ الرسُولُ بهِ مِنْ ربِّه، ولا أدَّى الصَّلاةَ المفروضَةَ عليه،
﴿وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ﴾ [القيامة:32]
بلْ جَحدَ وكفَر، وتَولَّى عنِ الطَّاعَةِ وخالَف،
﴿ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ﴾ [القيامة:33]
ثمَّ رجعَ إلى أهلِهِ يَختالُ ويَتبَختَرُ في مَشيه.
﴿أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ﴾ [القيامة:34]
أهلكَكَ اللهُ هَلاكًا أقربَ لكَ مِنْ كُلِّ هَلاكٍ وشَرّ.
﴿ثُمَّ أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰٓ﴾ [القيامة:35]
ثمَّ هَلاكًا أقربَ لكَ مِنْ كُلِّ شَرّ.
﴿أَيَحۡسَبُ الۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى﴾ [القيامة:36]
أيَظنُّ الإنسَانُ أنَّهُ يُترَكُ مُهمَلاً، فلا يُكلَّفُ بأمرٍ ولا نَهي، ولا يُبعَثُ ولا يُحاسَبُ على عمَلِه؟!
﴿أَلَمۡ يَكُ نُطۡفَةٗ مِّن مَّنِيّٖ يُمۡنَىٰ﴾ [القيامة:37]
أمَا كانَ نُطفَةً مِنْ ماءٍ ضَعيف، يُراقُ مِنَ الأصَلابِ في الأرحَام؟
﴿ثُمَّ كَانَ عَلَقَةٗ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ﴾ [القيامة:38]
ثمَّ كانَ علقَةً تَعْلَقُ بالرَّحِم، ثمَّ جعَلَهُ خَلقًا سَويًّا كامِلَ الأعضَاء؟
﴿فَجَعَلَ مِنۡهُ الزَّوۡجَيۡنِ الذَّكَرَ وَالۡأُنثَىٰٓ﴾ [القيامة:39]
ثمَّ جعلَ مِنَ الإنسَانِ الصِّنفَين: الذَّكرَ والأُنثَى؟
﴿أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ الۡمَوۡتَىٰ﴾ [القيامة:40]
أليسَ هذا الذي أنشَأ الخَلقَ وسَوَّاهُ قادِرًا على أنْ يُعيدَهُ بعدَ مَوتِه؟ بلَى.