تفسير سورة القيامة

  1. سور القرآن الكريم
  2. القيامة
75

﴿وَتَذَرُونَ الۡأٓخِرَةَ﴾ [القيامة:21]


وتَترُكونَ الآخِرَة، وهيَ الحيَاةُ الباقيَة، والنَّعيمُ الذي لا يَزول.

﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ﴾ [القيامة:22]


وجوهٌ كثيرَةٌ يَومَ القيامَةِ تَكونُ بَهيَّةً مُشرِقَة، مَسرورَةً مُتَهلِّلَة، يُرَى عَليها نَضرَةُ النَّعيم، هيَ وجُوهُ المؤمِنين،

﴿إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ﴾ [القيامة:23]


تَنظرُ إلى رَبِّها عِيانًا.

﴿وَوُجُوهٞ يَوۡمَئِذِۭ بَاسِرَةٞ﴾ [القيامة:24]


ووجُوهٌ كثيرَةٌ يَومَئذٍ عابِسَةٌ كالِحة، مُغْبرَّةٌ مُسْوَدَّة، هيَ وجوهُ الكافِرين،

﴿تَظُنُّ أَن يُفۡعَلَ بِهَا فَاقِرَةٞ﴾ [القيامة:25]


تَعلَمُ أنَّهُ سيُفعَلُ بها دَاهِيةٌ عَظيمَةٌ مِنَ العَذاب، تَكسِرُ فَقارَ الظَّهر.

﴿كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ﴾ [القيامة:26]


كلاَّ لمَنْ آثرَ العاجِلَةَ على الآخِرَة. فإذا بلغَتِ الرُّوحُ التَّرقُوَة - وهيَ العَظْمَةُ القَريبَةُ مِنَ الحُلقومِ - وحَشْرَجَ بها عندَ الموت،

﴿وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ﴾ [القيامة:27]


وقالَ مَنْ حَولَه: مَنْ يَرقيهِ ويُداويه؟

﴿وَظَنَّ أَنَّهُ الۡفِرَاقُ﴾ [القيامة:28]


وأيقَنَ المُحتَضَرُ أنَّهُ الفِراقُ مِنَ الدُّنيا،

﴿وَالۡتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾ [القيامة:29]


وتَتابعَتْ عليهِ شِدَّةُ الموتُ معَ شِدَّةِ كَرْبِ الآخِرَة. أو التفَّتْ ساقُهُ بساقِهِ مِنَ الهلَعِ فلمْ تَحمِلاه،

﴿إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ الۡمَسَاقُ﴾ [القيامة:30]


إلى اللهِ يَومَئذٍ مَرجِعُ العِباد، يُساقُونَ إليهِ ليَفصِلَ بينَهم.

﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ﴾ [القيامة:31]


فلا صدَّقَ بما جاءَ بهِ الرسُولُ بهِ مِنْ ربِّه، ولا أدَّى الصَّلاةَ المفروضَةَ عليه،

﴿وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ﴾ [القيامة:32]


بلْ جَحدَ وكفَر، وتَولَّى عنِ الطَّاعَةِ وخالَف،

﴿ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ﴾ [القيامة:33]


ثمَّ رجعَ إلى أهلِهِ يَختالُ ويَتبَختَرُ في مَشيه.

﴿أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ﴾ [القيامة:34]


أهلكَكَ اللهُ هَلاكًا أقربَ لكَ مِنْ كُلِّ هَلاكٍ وشَرّ.

﴿ثُمَّ أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰٓ﴾ [القيامة:35]


ثمَّ هَلاكًا أقربَ لكَ مِنْ كُلِّ شَرّ.

﴿أَيَحۡسَبُ الۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى﴾ [القيامة:36]


أيَظنُّ الإنسَانُ أنَّهُ يُترَكُ مُهمَلاً، فلا يُكلَّفُ بأمرٍ ولا نَهي، ولا يُبعَثُ ولا يُحاسَبُ على عمَلِه؟!

﴿أَلَمۡ يَكُ نُطۡفَةٗ مِّن مَّنِيّٖ يُمۡنَىٰ﴾ [القيامة:37]


أمَا كانَ نُطفَةً مِنْ ماءٍ ضَعيف، يُراقُ مِنَ الأصَلابِ في الأرحَام؟

﴿ثُمَّ كَانَ عَلَقَةٗ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ﴾ [القيامة:38]


ثمَّ كانَ علقَةً تَعْلَقُ بالرَّحِم، ثمَّ جعَلَهُ خَلقًا سَويًّا كامِلَ الأعضَاء؟

﴿فَجَعَلَ مِنۡهُ الزَّوۡجَيۡنِ الذَّكَرَ وَالۡأُنثَىٰٓ﴾ [القيامة:39]


ثمَّ جعلَ مِنَ الإنسَانِ الصِّنفَين: الذَّكرَ والأُنثَى؟

﴿أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ الۡمَوۡتَىٰ﴾ [القيامة:40]


أليسَ هذا الذي أنشَأ الخَلقَ وسَوَّاهُ قادِرًا على أنْ يُعيدَهُ بعدَ مَوتِه؟ بلَى.