تفسير سورة التكوير

  1. سور القرآن الكريم
  2. التكوير
81

﴿مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ﴾ [التكوير:21]


يُطاعُ كلامُهُ بينَ المَلائكةِ هُناك، أمينٌ على وَحي اللهِ ورِسالَتِهِ إلى أنبِيائه.

﴿وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجۡنُونٖ﴾ [التكوير:22]


وصاحبُكمْ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ليسَ مَجنونًا كما ادَّعَيتُمْ أيُّها المشرِكون، بلْ رَسُولٌ أرسلَهُ اللهُ إليكمْ ليُبَلِّغَ رسالتَه.

﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِالۡأُفُقِ الۡمُبِينِ﴾ [التكوير:23]


ولقدْ رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلمَ جبريلَ على صُورَتِهِ التي خلقَهُ اللهُ عَليها، في الجهةِ العُليا مِنَ السَّماء.

﴿وَمَا هُوَ عَلَى الۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ﴾ [التكوير:24]


ورَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليسَ مُتَّهمًا فيما يُبَلِّغُهُ ممَّا يُوحَى إليه، فلا يُقَصِّرُ فيه، ولا يَكتُمُ منهُ شَيئًا، بلْ يَنشُرُهُ ويُبَلِّغُهُ كُلَّه.

﴿وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَيۡطَٰنٖ رَّجِيمٖ﴾ [التكوير:25]


وليسَ هذا القُرآنُ بكَلامِ شَيطانٍ مُبعَدٍ مِنْ رَحمَةِ الله، كما يَقولُ المشرِكون، فالشَّيطانُ لا يُريدُ مثلَ هذا الكلامِ المُستَقيمِ الرَّفيع، ولا يَقدِرُ على حَمْلِه، ولا يَنبَغي له.

﴿فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ﴾ [التكوير:26]


فأينَ تَذهَبونَ في حُكمِكم، وتَكذيبِكمْ بهذا القُرآن، وكيفَ تُصرَفونَ عنِ الحقِّ وهوَ واضِحٌ كُلَّ هذا الوضُوح؟

﴿إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [التكوير:27]


ما هذا القُرآنُ إلاّ مَوعِظَةٌ وتَذكيرٌ عَظيمٌ للنَّاسِ كُلِّهم.

﴿لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ أَن يَسۡتَقِيمَ﴾ [التكوير:28]


لمَنْ أرادَ منكمُ الهدايَةَ واتِّباعَ الحقّ، فإنَّ الهِدايَةَ فِيه.

﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّ الۡعَٰلَمِينَ﴾ [التكوير:29]


واعلَموا أنَّكمْ لا تَشاؤونَ الاستِقامَةَ إلاّ إذا وفَّقَكمُ اللهُ إليها، وشاءَتْ إرادَتُهُ ذلكَ سُبحانَه، فمَشيئتُهُ فَوقَ كُلِّ شَيء، وكُلُّ شَيءٍ في هذا الوجُودِ مرَدُّهُ إلى مَشيئتِه، وإذا عَلِمَ اللهُ استِحقاقَ امرىءٍ للهدايَة والاستِقامَةِ يَسَّرَها له، وسهَّلَ أسبابَها عَليه، فيَكونُ لهُ الفَضلُ في هدايَتِهِ واستِقامَتِه.
في حَديثٍ صَحيحِ أو حسَن، قَولُهُ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سرَّهُ أنْ يَنظُرَ إلى يَومِ القِيامَةِ كأنَّهُ رَأيُ عَين، فليَقرَأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} و{إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ} و{إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ}". رَواهُ أحمَدُ والحاكمُ والترمذيّ.