تفسير سورة التكوير

  1. سور القرآن الكريم
  2. التكوير
81

﴿إِذَا الشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ﴾ [التكوير:1]


إذا الشَّمسُ ذهَبَتْ واضمَحلَّت. أو ذَهَبَ ضَوؤها.

﴿وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتۡ﴾ [التكوير:2]


وإذا النُّجومُ سقَطتْ وتَناثَرت.

﴿وَإِذَا الۡجِبَالُ سُيِّرَتۡ﴾ [التكوير:3]


وإذا الجِبالُ أُزيلَتْ مِنْ أماكنِها بالرَّجفَةِ ونُسِفَت.

﴿وَإِذَا الۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ﴾ [التكوير:4]


وإذا الإبِلُ تُرِكَتْ وسُبيَت. تركَ النَّاسُ نَفائسَ أموَالِهم، فقدْ جاءَ ما يُذهِلُهمْ عَنها.

﴿وَإِذَا الۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ﴾ [التكوير:5]


وإذا جُمِعَتِ البَهائمُ مِنْ كُلِّ جانِب، وقدْ كانتْ نافِرَةً شارِدَةً في الشِّعاب، ونَسِيَتْ فَرائسَها ومَخاوِفَها، فهالَها الرُّعبُ والهَولُ واجتمَعَت.

﴿وَإِذَا الۡبِحَارُ سُجِّرَتۡ﴾ [التكوير:6]


وإذا البِحارُ أُحمِيَتْ فصَارَتْ نارًا تَضطَرِم.

﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتۡ﴾ [التكوير:7]


وإذا جُمِعَتْ كُلُّ نَفسٍ إلى مَثيلَتِها، فيَكونُ المؤمِنُ معَ المؤمِن، والكافِرُ معَ الكافِر.

﴿وَإِذَا الۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ﴾ [التكوير:8]


وإذا سُئلَتِ البِنتُ التي دُفِنَتْ حيَّة. فقدْ كانَ الجاهليُّ الذي يَدفِنُها يَطرَحُ عَليها التُّرابَ حتَّى يؤدَّها، أي يُثقِلَها، فتَموت.

﴿بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ﴾ [التكوير:9]


ما الذي أخطَأتْ فيه، وما هوَ الجُرمُ الذي ارتَكبَتْهُ حتَّى تُقتَل؟!

وكانتْ هذهِ العادَةُ انتَشرَتْ في قَبائلَ منَ الجاهليَّة، فتُوأَدُ البِنتُ خَوفًا مِنْ أنْ يُوصَمَ أبوهَا بالعَار، لأنَّهُ رُزِقَ بأُنثَى! أو خَوفًا مِنَ الفَقرِ الذي يَخشاهُ على نَفسِهِ وأهلِهِ منها! معَ أنَّها كانتْ تُزَوَّج، وتُنجِب، وتَخدِم، وتَرعَى... ولكنَّها الجاهليَّةُ الجَهلاء(158).


(158) لم يكنِ الوأدُ معمولاً به عند جميعِ القبائل، قيل: أولُ من وأدَ البناتِ من القبائلِ ربيعةُ، وكانتْ كندةُ تئدُ البنات، وكان بنو تميمٍ يفعلون ذلك، ووأدَ قيس بنُ عاصم المِنْقَري من بني تميمٍ ثمانِ بناتٍ له قبلَ إسلامه. ولم يكنِ الوأدُ في قريشٍ ألبتَّةَ. وكان صعصعة بنُ ناجية جدُّ الفرزدق من بني تميم يفتدي مَن يعلمُ أنه يريدُ وأدَ ابنتهِ من قومهِ بناقتينِ عُشَرَاوينِ وجَمَل... (التحرير والتنوير).

﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتۡ﴾ [التكوير:10]


وإذا نُشِرَتْ صُحُفُ الأعمَال، فنظرَ كُلٌّ في صَحيفَتِه، ليَجِدَ كُلَّ ما عَمِلَهُ في الدُّنيَا مَكتوبًا فيها، فيُحاسَبُ عَليها.

﴿وَإِذَا السَّمَآءُ كُشِطَتۡ﴾ [التكوير:11]


وإذا السّماءُ نُزِعَتْ وأُزيلَت، فذَهبَت.

﴿وَإِذَا الۡجَحِيمُ سُعِّرَتۡ﴾ [التكوير:12]


وإذا أُحمِيَتْ جهنَّمُ وأُوقِدَتْ إيقادًا شَديدًا لأعدَاءِ الله.

قالَ قَتادَةُ رَحِمَهُ الله: سعَّرَها غضَبُ الله، وخَطايا بَني آدم.

﴿وَإِذَا الۡجَنَّةُ أُزۡلِفَتۡ﴾ [التكوير:13]


وإذا الجنَّةُ قُرِّبَتْ لعِبادِ اللهِ المؤمِنينَ المُخلِصين.

﴿عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّآ أَحۡضَرَتۡ﴾ [التكوير:14]


عَلِمَتْ عندَ ذلكَ كُلُّ نَفسٍ ما قدَّمَتْ مِنْ خَيرٍ وشَرّ، بما تَراهُ في صَحيفَةِ أعمالِها.

﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِالۡخُنَّسِ﴾ [التكوير:15]


فأُقسِمُ بالنُّجومِ التي يَختَفي ضَوؤها بالنَّهارِ فتَغيبُ عنِ العُيون،

﴿الۡجَوَارِ الۡكُنَّسِ﴾ [التكوير:16]


وتَجري باللَّيلِ وتَطلُعُ في أماكنِها كالعادَة،

﴿وَالَّيۡلِ إِذَا عَسۡعَسَ﴾ [التكوير:17]


وأُقسِمُ باللَّيلِ إذا أقبَلَ بظَلامِه،

﴿وَالصُّبۡحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ [التكوير:18]


وبالصُّبحِ إذا طلعَ وأضاءَ بنُورِه،

﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ﴾ [التكوير:19]


إنَّ هذا القُرآنَ لتَبليغُ مَلَكٍ مُكَرَّمٍ عندَ الله. هوَ جبريلُ عليهِ السَّلام.

﴿ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الۡعَرۡشِ مَكِينٖ﴾ [التكوير:20]


قَويٍّ، شَديدِ الخَلق، ذي شرَفٍ ومَنزِلَةٍ عاليةٍ عندَ اللهِ عزَّ وجَلّ.