﴿يَشۡهَدُهُ الۡمُقَرَّبُونَ﴾ [المطففين :21]
يَشهَدُهُ المَلائكةُ عليهمُ السَّلام، تَكريمًا لهم.
﴿إِنَّ الۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾ [المطففين :22]
إنَّ الذينَ بَرُّوا وصَدَقوا في إيمَانِهم، وأدَّوا فَرائضَ اللهُ عَليهم، واجتنَبوا ما نَهاهُمْ عنه، في جَنَّةٍ عالية، ونَعيمٍ دَائم.
﴿عَلَى الۡأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ﴾ [المطففين :23]
على الأسِرَّةِ المزيَّنةِ يَنظُرونَ إلى ما أعدَّ اللهُ لهمْ مِنَ النَّعيم، وإلى ما شاؤوا مِنْ مَناظرِ الجنَّةِ الجَميلَة.
﴿تَعۡرِفُ فِي وُجُوهِهِمۡ نَضۡرَةَ النَّعِيمِ﴾ [المطففين :24]
إذا نَظرتَ إليهمْ عرَفتَ في وجوهِهمْ بَهجةً ونَضارَةً، وحُسنًا وإشراقًا، مِنَ النَّعيمِ العَظيمِ الذي همْ فيه.
﴿يُسۡقَوۡنَ مِن رَّحِيقٖ مَّخۡتُومٍ﴾ [المطففين :25]
يُسقَونَ مِنْ خَمرِ الجنَّةِ الطيِّبَةِ الصَّافية، الخاليةِ مِنَ الشَّوائبِ والسُّكر، وهيَ مَختومة، لا يَفكُّها إلاّ أصحابُها مِنَ الأبرَار.
﴿خِتَٰمُهُۥ مِسۡكٞۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلۡيَتَنَافَسِ الۡمُتَنَٰفِسُونَ﴾ [المطففين :26]
وآخِرُ طَعمِهِ مَمزوجٌ بالمِسك. وفي مِثلِ هذا فليَتسابَقِ المتَسابِقون، وليَرْغَبِ الرَّاغِبون، بالمُبادرَةِ إلى الطَّاعات، والمسارعَةِ إلى الخَيرات.
﴿وَمِزَاجُهُۥ مِن تَسۡنِيمٍ﴾ [المطففين :27]
وقدْ مُزِجَ بذلكَ الرَّحيقِ اللَّذيذِ شَرابٌ يُقالُ لهُ تَسنيم. ذُكِرَ أنَّه أشرَفُ شَرابِ الجنَّةِ وأعْلاه.
﴿عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا الۡمُقَرَّبُونَ﴾ [المطففين :28]
وهوَ عَينٌ جاريَة، يَشرَبُ منها المُقَرَّبونَ صِرفًا، ويُمزَجُ مَزجًا للأبرَار، الذينَ همْ أصحَابُ اليَمين.
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يَضۡحَكُونَ﴾ [المطففين :29]
إنَّ المشرِكينَ كانوا يَستَهزِؤونَ بالمؤمِنينَ ويَحتَقِرونَهمْ في الحيَاةِ الدُّنيا.
﴿وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ﴾ [المطففين :30]
وإذا مرَّ المؤمِنونَ بهمْ وهمْ في مَجالسِهم، يُشيرونَ إليهمْ بأعيُنِهمْ استِهزاءً وسُخريَة.
﴿وَإِذَا انقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ﴾ [المطففين :31]
وإذا رجعَ هؤلاءِ المجرِمونَ إلى بُيوتِهم، رجَعوا مُبتَهِجينَ بما فعَلوا، مُستَمتِعينَ باستِخفافِهمْ بالمؤمِنين!
﴿وَإِذَا رَأَوۡهُمۡ قَالُوٓاْ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَضَآلُّونَ﴾ [المطففين :32]
وإذا رَأوا أصحَابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالُوا: هؤلاءِ زائغونَ مُنحَرِفون، لكونِهمْ على غَيرِ ملَّةِ الكُفر!
﴿وَمَآ أُرۡسِلُواْ عَلَيۡهِمۡ حَٰفِظِينَ﴾ [المطففين :33]
وما بُعِثَ هؤلاءِ المشرِكونَ رُقَباءَ ووكلاءَ على المؤمِنين، حتَّى يَحفَظوا عَليهمْ أعمالَهمْ وأحوالَهم، ويَشهَدوا برُشدِهمْ أو ضَلالِهم، فلمَ يَشغَلونَ أنفُسَهمْ بهم؟
﴿فَالۡيَوۡمَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ الۡكُفَّارِ يَضۡحَكُونَ﴾ [المطففين :34]
ففي يَومِ القِيامَةِ يَضحَكُ المؤمِنونَ وهمْ في الجنَّةِ يَنعَمون، مِنَ الكفَّارِ وهمْ في الجَحيمِ يُعَذَّبون، في مُقابِلِ ما كانَ يَسخَرُ منهمْ هؤلاءِ في الحيَاةِ الدُّنيا.
﴿عَلَى الۡأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ﴾ [المطففين :35]
وهمْ جالِسونَ على الأسِرَّةِ المزيَّنة، يَنظُرونَ إلى الكفَّارِ وهمْ في حَالِ ذُلٍّ وهَوانٍ وعَذاب، بعدَ حياةِ التنعُّمِ والترفُّهِ في الدُّنيَا.
﴿هَلۡ ثُوِّبَ الۡكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ [المطففين :36]
هلْ عُوقِبَ الكافِرونَ على استِهزائهمْ بالمؤمِنين، وجُوزوا مِنْ جنسِ ما كانوا يَفعَلونَ بهم؟ نعم.