﴿وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ﴾ [المطففين :1]
الهَلاكُ والعَذابُ الشَّديدُ لمَنْ نقَصَ مِنَ المِكيَالِ والمِيزانِ إذا بَاع، أو زادَ فيهما إذا اشترَى.
﴿الَّذِينَ إِذَا اكۡتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ﴾ [المطففين :2]
الذينَ إذا اشترَوا مِنَ النَّاسِ أخَذوهُ وافيًا وافِرًا.
﴿وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ يُخۡسِرُونَ﴾ [المطففين :3]
وإذا باعُوا لهمْ شَيئًا، فوَزَنوا لهمْ حَبًّا، أو كالُوا لهمْ طَعامًا، يَنقُصونَ منه.
﴿أَلَا يَظُنُّ أُوْلَـٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ﴾ [المطففين :4]
ألا يَعلَمُ أولئكَ المُطَفِّفونَ أنَّهمْ سيُبعَثونَ بعدَ الموت،
﴿لِيَوۡمٍ عَظِيمٖ﴾ [المطففين :5]
ليَومٍ عَظيمِ الهَول، صَعبِ المَوقِف، كثيرِ الفزَع،
﴿يَوۡمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الۡعَٰلَمِينَ﴾ [المطففين :6]
يَومَ يَقومُ النَّاسُ مِنْ قُبورِهمْ لأمرِ اللهِ وحِسابِهِ وجَزائه.
﴿كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ الۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ﴾ [المطففين :7]
كلاّ لتَطفيفِهمْ وغَفلَتِهمْ عنِ البَعثِ والحِساب، إنَّ سجِلَّ أعمالِ الكفَّارِ في "سِجِّين"، فليَرتَدِعوا. (واللّفظُ يوحي بالضِّيقِ والانحِطاط).
﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا سِجِّينٞ﴾ [المطففين :8]
وأيَّ شَيءٍ تَدري عنْ سِجِّين؟
﴿كِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ﴾ [المطففين :9]
إنَّهُ كتابٌ مَذكورٌ فيهِ أعمالُهمُ الخبيثَة، لهُ خَتمٌ أو علامَةٌ مَميِّزَة.
﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ﴾ [المطففين :10]
الويلُ والهَلاكُ يَومَ القِيامَةِ لهؤلاءِ المكذِّبين.
﴿الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوۡمِ الدِّينِ﴾ [المطففين :11]
الذينَ يُكذِّبونَ بيَومِ الجَزاءِ والحِسَاب، ولا يؤمِنونَ بالثَّوابِ والعِقاب.
﴿وَمَا يُكَذِّبُ بِهِۦٓ إِلَّا كُلُّ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ﴾ [المطففين :12]
ولا يُكذِّبُ بهِ إلاّ كلُّ مُعتَدٍ على مَحارمِ الله، مُتَجاوزٍ للحقِّ إلى الباطِل، كثيرِ الإثْمِ في أقوالِهِ وأفعالِه، مُنهَمِكٍ في الشَّهوات، غارِقٍ في المُحرَّمات.
﴿إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ الۡأَوَّلِينَ﴾ [المطففين :13]
إذا تُتلَى عليهِ آياتُ كتابِنا النَّاطقَةُ بالحقّ، وبصِدقِ ما جاءَ بهِ الرسُل، كذَّبَ بها وأنكرَها، وقالَ إنَّها مِنْ أخبارِ الأُمَمِ الغابِرين، وحِكاياتِ الأوَّلينَ وأباطيلِهم.
﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [المطففين :14]
كلاّ، ليسَ الأمرُ كما زعَموا، بلْ حجبَ قُلوبَهمْ عنِ الإيمانِ كثرَةُ الذُّنوبِ والمعاصي التي اقترَفوها، فغَطَّتْ عَليها حتَّى أظلمَتْها وطَمسَتْها، وحجبَتِ النُّورَ عنها.
﴿كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ﴾ [المطففين :15]
كلاّ لمَوقفِهمُ المُنكَرِ الذي ابتعَدوا بهِ عنِ الإيمَان، إنَّ هؤلاءِ المكذِّبينَ مَحجوبُونَ عنْ رؤيَةِ ربِّهمْ وخالقِهمْ يَومَ القِيامَة.
﴿ثُمَّ إِنَّهُمۡ لَصَالُواْ الۡجَحِيمِ﴾ [المطففين :16]
ثمَّ إنَّهمْ معَ هذا الحِرمانِ العَظيمِ داخِلونَ في نارِ الجَحيم، ومُقاسُونَ حرَّها وعَذابَها الشَّديد.
﴿ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ﴾ [المطففين :17]
ثمَّ يُقالُ لهمْ تَوبيخًا وتَحقيرًا: هذا هوَ الجَحيمُ الذي كنتُمْ تُكذِّبونَ بهِ في الحيَاةِ الدُّنيا، فذوقُوا عَذابَه.
﴿كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ الۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ﴾ [المطففين :18]
كلاّ لكتابِ الفُجَّار. إنَّ سجِلَّ أعمالِ عِبادِ اللهِ الأبرارِ المُطيعِينَ في عِلِّيِّين (الذي يوحي بالعُلوِّ والارتِفاع).
﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا عِلِّيُّونَ﴾ [المطففين :19]
وأيَّ شَيءٍ تَدري عنْ "عِلِّيِّينَ" أيُّها الرسُول؟
﴿كِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ﴾ [المطففين :20]
إنَّهُ كتابٌ فيهِ ذكرُ أعمالِهمُ الحسنَةِ الطيِّبَة، لهُ خَتمٌ أو عَلامَةٌ مَميِّزَةٌ بذلك.