تفسير سورة الفجر

  1. سور القرآن الكريم
  2. الفجر
89

﴿كَلَّآۖ إِذَا دُكَّتِ الۡأَرۡضُ دَكّٗا دَكّٗا﴾ [الفجر:21]


كلاَّ، لا يَنبَغي أنْ يَكونَ الأمرُ كما أنتمْ عليهِ مِنَ الانحِرافِ والغَفلَة، والحِرصِ على الدُّنيَا وتَركِ الأعمَالِ الصَّالحة، وإنَّ أمامَكمْ أهوَالاً عليكمْ أنْ تَحسُبوا حِسابَها، فإذا دُقَّتِ الأرْضُ وضُرِبَتْ مرَّةً بعدَ مرَّة، حتَّى انهدَمَ كُلُّ ما عَلى ظَهرِها مِنْ جِبالٍ وأبنيَة وسُوِّيَت.

﴿وَجَآءَ رَبُّكَ وَالۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا﴾ [الفجر:22]


وجاءَ رَبُّكَ للفَصلِ بينَ خَلقِه، وجاءَتِ المَلائكةُ صُفوفًا مُتَتابعَة.

﴿وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ الۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكۡرَىٰ﴾ [الفجر:23]


وأُتيَ يَومَئذٍ بجَهنَّم، "لها سَبعونَ ألفَ زِمام، معَ كُلِّ زِمامٍ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ يَجرُّونَها"، كما في صَحيحِ مُسلم. في ذلكَ اليَومِ يتَّعِظُ الإنسَانُ ويَتذَكَّرُ ما عَمِلَ مِنْ خَيرٍ وشَرٍّ في الحيَاةِ الدُّنيا. وكيفَ يَنفَعُهُ اتِّعاظُهُ وقدْ فاتَ زَمانُه؟

﴿يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي﴾ [الفجر:24]


يَقولُ نادِمًا على ما سلَفَ منهُ مِنَ المعاصِي، مُتَحسِّرًا على ما فرَّط في جَنبِ الله: يا ليتَني قدَّمتُ أعمَالاً صَالحةً لأنتَفِعَ بها في حيَاتيَ الآخِرَة.

﴿فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ﴾ [الفجر:25]


فيَومَئذٍ ليسَ أحَدٌ أشدَّ عَذابًا مِنْ تَعذيبِ اللهِ لهذا الكافِرِ المجرِم.

﴿وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُۥٓ أَحَدٞ﴾ [الفجر:26]


وليسَ أحَدٌ أشدَّ قَبْضًا ووَثْقًا بالسَّلاسِلِ مِنَ اللهِ لمَنْ كفرَ وطغَى.

﴿يَـٰٓأَيَّتُهَا النَّفۡسُ الۡمُطۡمَئِنَّةُ﴾ [الفجر:27]


أيَّتُها النَّفسُ المؤمِنةُ بما قالَ الله، المُصَدِّقَةُ بما وعدَ به، السَّاكنَةُ إلى حُبِّه، المُطمَئنَّةُ إلى ذِكْرِه،

﴿ارۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ﴾ [الفجر:28]


ارجِعي إلى ما أعدَّهُ اللهُ لكِ مِنَ الثَّوابِ الجَزيلِ في جنَّتِه، راضيَةً بما أعطاكِ مِنَ النَّعيم، مَرضيَّةً عندَ اللهِ بما قدَّمتِ مِنْ طاعَةٍ وعمَلٍ صالح.

﴿فَادۡخُلِي فِي عِبَٰدِي﴾ [الفجر:29]


فادخُلي في زُمرَةِ عباديَ المؤمِنينَ الصَّالحين،

﴿وَادۡخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر:30]


وادخُلي جنَّتي في كنَفي ورَحمَتي.