تفسير سورة الضحى

  1. سور القرآن الكريم
  2. الضحى
93

﴿وَالضُّحَىٰ﴾ [الضحى:1]


أُقسِمُ بالضُّحَى. وهوَ صَدرُ النَّهارِ وشَبابُه.

﴿وَالَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ﴾ [الضحى:2]


واللَّيلِ إذا سكنَ فأظلَم.

﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ﴾ [الضحى:3]


ما ترَككَ ربُّكَ وما أبغضَك.

قالَ جُندُبٌ رَضيَ اللهُ عنه: أبطأَ جِبريلُ على رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ المشرِكون: قدْ وُدِّعَ محمَّد. فأنزلَ الله: {وَالضُّحَى . وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى . مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}، كما في صَحيحِ مسلم.

﴿وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ الۡأُولَىٰ﴾ [الضحى:4]


ولَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيرٌ لكَ مِنْ دارِ الدُّنيَا الفانيَة، فهيَ أفضَلُ وأبقَى، وأصفَى وأرْضَى.

﴿وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ﴾ [الضحى:5]


ولسَوفَ يُعطيكَ اللهُ في الآخِرَة، مِنَ الكرامَةِ ومِنَ الشَّفاعَةِ في أُمَّتِكَ ما تَرضَى به.

﴿أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ﴾ [الضحى:6]


أمَا وجدَكَ رَبُّكَ طِفلاً يَتيمًا فضمَّكَ إلى مَنْ قامَ بأمرِك؟ فقدْ توفِّيَ والدُهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ قَبلَ أنْ يُولَد، وبعدَ استِرضاعِهِ في بَني سَعدٍ كانَ في حِجرِ جَدِّه، وبعدَ وَفاتِهِ كفلَهُ عمُّهُ أبو طَالب.

﴿وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ﴾ [الضحى:7]


ووجدَكَ غافِلاً عنِ الشَّرائعِ والرِّسالات، فهَداكَ للتَّوحيد، وأنزَلَ عليكَ القُرآن، وعلَّمَكَ ما لم تَكنْ تَعلَم.

﴿وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ﴾ [الضحى:8]


وكنتَ فَقيرًا، فأغناكَ اللهُ بالتِّجارَة.

﴿فَأَمَّا الۡيَتِيمَ فَلَا تَقۡهَرۡ﴾ [الضحى:9]


فكما كنتَ يَتيمًا، فلا تَحتَقِرِ اليَتيمَ ولا تَستَذِلَّه، ولكنْ أحسِنْ إليهِ وتلطَّفْ به.

﴿وَأَمَّا السَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ﴾ [الضحى:10]


وكما كنتَ فَقيرًا، فلا تَزجُرِ السَّائلَ المُحتاج، ولكنْ تفَضَّلْ عليهِ بشَيء، أو رُدَّهُ بقَولٍ جَميل.

﴿وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ﴾ [الضحى:11]


وكما كنتَ ضالاًّ فأنعمَ اللهُ عليكَ وهَداكَ إليه، فبَلِّغْ ما أُرسِلتَ به، وحَدِّثْ بما أوحِيَ إليكَ وأقرِئهُ وبيِّنه، فإنَّ التحَدُّثَ بنِعمَةِ الله، وخاصَّةَ نِعمَةَ الهُدَى والإيمَان، مِنْ صُوَرِ الشُّكرِ للمُنعِم، يُكمِلُها البِرُّ بعِبادِه، والإحسَانُ إليهم.