تفسير سورة التين

  1. سور القرآن الكريم
  2. التين
95

﴿وَالتِّينِ وَالزَّيۡتُونِ﴾ [التين:1]


والتِّين. هوَ ثمَرُ الفاكهَةِ اللَّذيذ، الذي ذُكِرَ أنَّهُ شَبيهٌ بفَواكهِ الجنَّة. مِنْ أغنَى الفَواكهِ بالفِيتامِينات، غِذاءٌ ودَواء.

والزَّيتون. مِنَ الشجرَةِ المبارَكة، الذي يُؤكَل، ويُعصَر، ويُوقَدُ منه، ويُدَّهَنُ به، ذو مَنفَعَةٍ عَظيمَة، وطَعمٍ مميَّز، ونَكهَةٍ طيِّبة.

وأقسمَ اللهُ بهما لبرَكتِهما ومَنفَعَتِهما العَظيمَة، وللهِ أنْ يُقسِمَ بما شاءَ منْ مَخلوقَاتِه.

﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين:2]


والجبَلِ الذي نُوديَ مِنْ جانبِهِ موسَى عليهِ السَّلام. ويُقالُ لهُ طُورُ سَيناء.

﴿وَهَٰذَا الۡبَلَدِ الۡأَمِينِ﴾ [التين:3]


وهذا البلَدِ الآمِنِ مكَّةَ المكرَّمَة، الذي يأمَنُ فيهِ مَنْ دخلَهُ على نَفسِهِ ومالِه.

﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا الۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ﴾ [التين:4]


لقدْ خلَقنا جنسَ الإنسَانِ في أفضَلِ صُورَة، وأعدَلِ قامَة، وأحسَنِ تَركيب.

﴿ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ﴾ [التين:5]


ثمَّ جعَلناهُ في أسفَلِ الأمَاكنِ السَّافِلَة، وهوَ الدَّرْكُ الأسفَلُ مِنَ النَّار، لأنَّهُ لم يُطِعْ رسُلَ الله، واستَكبرَ عنِ اتِّباعِ الحقّ، ولم يَشكُرْ نِعمَةَ اللهِ وما ميَّزَهُ بهِ مِنَ العَقلِ والخَلقِ الحسَن.

﴿إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ﴾ [التين:6]


إلاّ مَنْ آمَنَ وعمِلَ صَالحًا، فإنَّهمْ لا يُرَدُّونَ إلى النَّار، بلْ يُجازَونَ إحسَانًا، وثَوابًا لا يَنقَطِعُ خَيرُهُ ورِفدُه.

﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعۡدُ بِالدِّينِ﴾ [التين:7]


فما الذي يَجعَلُكَ مُكذِّبًا بالمَعادِ والجَزاءِ أيُّها الإنسَان، بَعدَما عرَفتَ قُدرَةَ اللهِ على الخَلق؟ فهوَ قادِرٌ على إعادَةِ الخَلقِ مرَّةً أُخرَى.

﴿أَلَيۡسَ اللَّهُ بِأَحۡكَمِ الۡحَٰكِمِينَ﴾ [التين:8]


أليسَ اللهُ بأعدَلِ العادِلينَ حينَ يَحكمُ في أمرِ العالَمين، ومِنْ عَدلِهِ أنْ يُقِيمَ القِيامَة، ليُنصِفَ المظلومَ ممَّنْ ظلمَهُ في الحيَاةِ الدُّنيا؟ بلَى.