﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ الۡقَدۡرِ﴾ [القدر:1]
إنَّا أنزَلنا القُرآنَ في لَيلةِ القَدْر: ليلةٍ مُبارَكة، ذاتِ قَدْرٍ وكرَامَة، وشرَفٍ ومَقامٍ عَالٍ، مِنْ شَهرِ رمَضان.
وقدْ نزَلَ جُملةً واحِدَةً مِنَ اللَّوحِ المَحفوظِ إلى السَّماءِ الدُّنيَا، ثمَّ نزلَ مُفَصَّلاً بحسَبِ الوقائعِ في ثَلاثٍ وعشرينَ سنةً على رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كما صَحَّ ذلكَ عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما.
ووردَ في صَحيحِ مُسلمٍ عنْ ليلةِ القَدْرِ قَولُهُ صلى الله عليه وسلم: "التَمِسُوها في العَشرِ الأواخِر، فإنْ ضَعُفَ أحَدُكمْ أو عَجَز، فلا يُغلَبَنَّ على السَّبعِ البَواقي".
﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ الۡقَدۡرِ﴾ [القدر:2]
وما الذي تَدري مِنْ عظمَةِ هذهِ اللَّيلَةِ ومَكانَتِها وعُلوِّها؟
﴿لَيۡلَةُ الۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ﴾ [القدر:3]
العمَلُ الصَّالحُ في لَيلةِ القَدر، خَيرٌ مِنْ عمَلِ ألفِ شَهرٍ ليسَ فيها ليلةُ القَدْر.
﴿تَنَزَّلُ الۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ﴾ [القدر:4]
يَكثُرُ نُزولُ المَلائكةِ وجبريلَ - ذُكِرَ لمكانَتِهِ - في هذهِ اللَّيلَة، لفَضلِها وشرَفِها، ولكثرَةِ برَكتِها وما فيها مِنَ الرَّحمَة، بأَمرِ رَبِّهم، لأجلِ كُلِّ أمرٍ تعلَّقَ بهِ التَّقديرُ والتَّكريم، وتُقضَى فيها الأمُور، وتُقَدَّرُ الآجَالُ والأرزَاق {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [سورة الدخان: 3].
﴿سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ الۡفَجۡرِ﴾ [القدر:5]
واللِّيلةُ كلُّها خَيرٌ ونَفعٌ وبرَكة، وأمنٌ وسَلامٌ مِنْ كُلِّ مَكروهٍ وأمرٍ مَخُوف، حتَّى طُلوعِ الفَجر.