(11) خَصَّ إبراهيمُ المؤمنين بطلبِ الرزقِ لهم حرصاً على شيوعِ الإيمانِ لساكِنيه؛ لأنهم إذا علموا أن دعوةَ إبراهيمَ خَصَّتِ المؤمنين تجنَّبوا ما يحيدُ بهم عن الإيمان، فجَعلَ تيسيرَ الرزقِ لهم على شرطِ إيمانهم باعثاً لهم على الإيمان، أو أرادَ التأدبَ مع الله تعالى فسألَهُ سؤالاً أقربَ إلى الإجابة... ومقصدُ إبراهيمَ من دعوتهِ هذه أن تتوفرَ لأهلِ مكةَ أسبابُ الإقامةِ فيها، فلا تضطرُّهم الحاجةُ إلى سكنَى بلدٍ آخر؛ لأنه رجا أن يكونوا دعاةً لما بُنيتِ الكعبةُ لأجله، من إقامةِ التوحيدِ وخصالِ الحنيفية، وهي خصالُ الكمال. (مقتطفات من التحرير والتنوير).
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير