وقدْ أوصَى خليلُ اللهِ إبراهيمُ عليهِ السلامُ بَنِيه، وكذا وصَّى يعقوبُ بَنِيه، بهذهِ المِلَّة، وهي الإسلامُ لله، فقالا: يا بَنِيَّ، إنَّ الدِّينَ الذي رضِيَهُ اللهُ لكمْ هوَ صَفوةُ الأديان، لا دينَ غيرُهُ عندَ الله، فاثبُتُوا عليهِ ولا تُفارِقوهُ أبداً، واحرِصُوا على ذلكَ وحافِظوا عليهِ حتَّى الموت، بإحسانِكم في الحياة، ومتابعتِكم لطاعةِ اللهِ والعملِ الصالح، فإنَّ المرءَ يموتُ غالباً على ما كانَ عليه، كما يُبْعَثُ على ما ماتَ عليه، وإِنَّ مَنْ قَصَدَ الخيرَ وُفِّقَ لهُ ويُسِّرَ عَليه، والذي نَوَى الصلاحَ وَعَزَمَ عليهِ ثَبَّتَهُ الله.