وللهِ مَلائكةٌ يَتعاقَبونَ فيكمْ باللَّيلِ والنَّهار، فإذا صعَدَتْ مَلائكةُ اللَّيلِ جاءَ في عَقِبِها مَلائكةُ النَّهار، وإذا صعَدَتْ مَلائكةُ النَّهارِ جاءَ في عَقِبِها ملائكةُ اللَّيل، يَكونُونَ مِنْ أمامِ الإنسانِ ومِنْ وراءِ ظَهرِه، فيُحيطونَ بهِ مِن جَوانِبه، يَحفَظونَهُ بأمرِ اللهِ وإذنِه، فإذا جَاءَ القدَرُ تَرَكوهُ وقَدَرَه.
واللهُ لا يغَيِّرُ ما بقَومٍ مِنْ نِعمَةٍ وعافِيةٍ إلى نِقمَةٍ وعَذاب، حتَّى يُحدِثوا شَرًّا فيَتَحَوَّلوا إلى مَعصيةٍ وكُفرٍ وظُلم، ولا يُغَيِّرُ ما بهمْ مِنْ ذُلٍّ ومَهانَة، حتَّى يَتحَوَّلوا بأنفُسِهمْ ويتَمسَّكوا بأسبَابِ العِزِّ والنَّصر. فاللهُ يُغَيِّرُ ما بهمْ وُفْقَ ما صارَتْ إليهِ نفوسُهمْ وأعمالُهم.
وإذا أرادَ اللهُ أنْ يَبتَليَ قَومًا بمَرَضٍ أو فَقرٍ أو هَزيمة، أو غَيرِ ذلك منْ أنْواعِ البَلاء، فلا أحدَ يَقدِرُ على رَدِّ أمرِه، ولنْ يَكونَ لهمْ وليٌّ ولا ناصِرٌ يَدفَعُ عنهمْ ما يُصيبُهم.