وهمُ الذينَ قَوِيَتْ عَزائمُهم، فصبَروا على التَّكاليفِ التي أُمِروا بها، وصبَروا عمّا نُهوا عنه، كما صبَروا على الجِهادِ والدَّعوة، وعلى البَلاء، وفي السرَّاءِ والضرَّاء، وهذَّبوا شَهواتِهمُ النفسيَّةَ والبدنيَّةَ بتَوجيهاتِ الدِّينِ الحَنيف، ولم يَنتَقِموا لأنفسِهمْ عنْ هوًى وعَصَبيَّة، بلْ صَبَّروا أنفُسَهمْ وتأدَّبوا بأدَبِ الإسْلام، طَلبًا لرِضاءِ الله، وطَمَعًا في جَزيلِ ثوابِه.
وأقاموا الصَّلاة، فواظَبوا عليها وأدَّوها بأرْكانِها وشُروطِها وفي مَواقيتِها.
وأدَّوا زَكاةَ أمولِهم، وأنفَقوا ممّا وهبَهمُ اللهُ مِنْ مالٍ للمُحتاجينَ فقضَوا حوائجَهم، وأسهَموا في أعمالِ الخَيرِ فتصَدَّقوا سِرًّا وجَهرًا، لا يَمنعُهمْ مِنْ ذلكَ شَيء.
ويُجازُونَ الإسَاءةَ بالإحسَان، ويَدفَعونَ الشرَّ ما استَطاعُوا، ويَدرَؤونَ الأذَى والقَبيحَ مِنَ القَولِ والفِعلِ بخُلُقٍ جَميل، وكَلمَةٍ طيِّبة، وعَفو.
فأولئكَ المُتَّصِفونَ بتِلكَ الصِّفاتِ الجَليلَة، لهمُ العاقِبَةُ الحسَنة، والمَرجِعُ الطيِّبُ في الآخِرَة.