وما خَلقنا السَّماواتِ والأرضَ عَبَثًا وجُزافًا، بلْ بالحقِّ والعَدل، وما فيهما منْ مَخلوقاتٍ شَتَّى ونِظامٍ دَقيق، وتَدبيرُها بحكمةٍ - فلا يَعتَريهما ضَعفُ وخَلَلٌ وفَوضَى - يُنبِئُ عنْ قوَّةٍ وعظَمةٍ وإبدَاع.
والسَّاعَةُ قادِمَةٌ لا مَحالة، وهيَ منَ الحقِّ الذي يُقيمُهُ اللهُ تعالَى، حتَّى لا تَبقَى مَظلَمَةٌ لأحَدٍ على أحَد، وحتَّى لا يَفوتَ أحَدًا أجرٌ وثَوابٌ عَمِلَهُ في الدُّنيا، فليسَ منَ الحقِّ أنْ يَموتَ الظَّالِمُ ولمْ يُعاقَب، ولم يأخذِ المظلومُ منهُ حقَّه، وليسَ منَ العَدلِ أنْ يَموتَ المظلومُ بمَظلمَتِهِ ولم يَنتَصِرْ لهُ أحَد. واللهُ هوَ الحَقُّ والعَدْلُ الذي يُعطي الحُقوقَ لأصحابِها يومَ الحِسابِ والجَزاء.
فاعفُ عنِ النَّاسِ أيُّها الرسُول، واصفَحْ عمَّنْ آذاكَ منَ المشرِكين، واحلُمْ عَليهمْ بإحسانٍ منكَ وإكرام.
قالوا: وهذا كانَ قبلَ تَشريعِ القِتال.