تعالَى اللهُ وتَقَدَّس، الذي سَرَى بعَبدهِ ونَبيِّهِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم على البُراق، في جُزءٍ مِنَ اللِّيل، مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ بمكةَ المكرَّمةِ إلى المَسجِدِ الأقصَى بالقُدْس، مَوطِنِ الأنبياءِ عَليهمُ الصَّلاةُ والسَّلام، الذي أفَضْنا على ما حولَهُ مِنْ بَرَكاتِنا ورَحَماتِنا، لِنُريَ عَبدَنا محمَّدًا صلى الله عليه وسلم مِنْ آياتِنا ومُعجِزاتِنا العَظيمَة، واللهُ سَميع، لا يَفوتُهُ سَماعُ حرَكَةٍ في الكون، بَصيرٌ بما خَفيَ وغَاب، لا يَغيبُ عَنهُ رؤيَةُ شَيء.
وكانَ الإسراءُ بهِ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ يَقظَةً لا مَنامًا، قَبلَ الهِجرَةِ بسَنة، ببَدَنهِ وروحِهِ عندَ أكثَرِ العُلماء، ثمَّ عُرِجَ بهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ صَخرَةِ بَيتِ المَقْدِسِ إلى السَّماواتِ السَّبع، واطَّلعَ على أحوالِ الجَنَّةِ والنّارِ هناك، ورأى الملائكة... وعادَ إلى مَكَّةَ مِنْ لَيلَتِه.
وجَرَتْ لهُ صلى الله عليه وسلم حوادِثُ كثيرَةٌ في إسرائهِ ومِعراجِه، منها أحاديثُ صَحيحَة، وكثيرٌ منها مَكذوبَة.
وللمَسجِدِ الأقصَى فَضائلُ عَظيمَة، وهوَ أحَدُ المساجِدِ الثلاثَةِ التي تُشَدُّ إليها الرِّحال.