وإنَّ ثَمرَةَ صَلاحِكمْ وطاعَتِكمْ تَعودُ بالخَيرِ والنَّفعِ عَليكم، فإنَّكمْ إذا أحسَنتُمْ في أنفُسِكمْ وأعمالِكم، صَلَحَتْ أحوالُكم، وأعقبَكمْ ذلكَ نَصرًا وعِزًّا، وإذا انحرَفتُمْ وأفسَدتُمْ كانتْ عاقِبَةُ ذلكَ شرًّا وفَسادًا، وخَرابًا وهَلاكًا.
فإذا جاءَتِ المرَّةُ الثانيَةُ لإفسَادِكم، بعَثنا عَليكمْ ناسًا يُذِلُّونَكم، وليَدخُلوا بيتَ المَقدِسِ كما دخَلُوهُ أوَّلَ مرَّةٍ واستباحُوا ما فيهِ وصَاروا أصحابَ القوَّةِ والمَنَعَةِ فيه، ولِيُدَمِّروا ويُخَرِّبوا ما فيهِ مِنْ مالٍ وحَياةٍ ومُقَدَّساتٍ تَدميرًا فَظيعًا، ماداموا همُ الغالِبينَ الظَّاهِرينَ عَليه.