أو كونوا أيَّ خَلقٍ يَكبُرُ في أفهَامِكمْ ممّا هوَ أشَدُّ وأبعَدُ عنِ الحَياةِ منَ الحِجارَةِ والحَديد.
فسيَقولونَ لك: منِ الذي يَرُدُّنا إلى الحياةِ بعدَ كُلِّ هذا؟
قُلْ لهم: إنَّ الذي خَلقَكمْ أوَّلَ مرَّةٍ هوَ الذي يُحييكُمْ مَرَّةً أخرَى، وليسَتِ المرَّةُ الثانيَةُ في الإحياءِ أصعبَ على اللهِ منَ الأُولَى، فاللهُ ليسَ كالبَشَرِ في مَحدوديَّةِ قُدرَتِه، بلْ هوَ قَويٌّ قادِر، يأمرُ بالخَلقِ فيَكونَ كما يُريد، في الوَقتِ الذي يُريد.
فيَستَنكِرونَ هذا الجوابَ مِنك، ويُحَرِّكونَ رؤوسَهمْ نَفيًا واستِهزاء. ويَقولونَ استِبعادًا لأمرِ البَعث: متَى سيَكونُ ذلك؟ فقُلْ لهم: عسَى أنْ يَكونَ ذلكَ اليومُ قَريبًا، فهوَ آتٍ لا بُدّ، فاحذَروا ولا تَغفُلوا.