إنَّ أولئكَ الذينَ يَدعُوهمُ المشرِكونَ ويَعبدونَهم (وكانوا جِنًّا أسلَموا) يَطلبونَ منَ اللهِ القُرْبَ إليهِ بطاعَتِهِ وعِبادَتِه، ويَنظُرونَ في أفضَلِ وأحسَنِ ما يَتقَرَّبونَ بهِ إليهِ سُبحانَهُ ليَفعَلوه، ويَرجونَ بذلكَ رَحمتَهُ وعَفوَه، ويَخافونَ عَذابَهُ ويَتَّقونَه، وإنَّ عَذابَ اللهِ شَديدٌ مُخيف، يَحذَرُهُ العاقِلون، ويَحتَرِزُ منهُ العَارِفون.
وفي الصَّحيحَينِ وغَيرِهما أنَّها نزَلتْ في نَفَرٍ منَ العرَبِ كانوا يَعبدونَ نفَرًا منَ الجِنّ، فأسلمَ الجِنِّيون، والإنسُ الذينَ كانوا يَعبدونَهمْ لا يَشعُرون.