(72) قالَ ابنُ عباس ومجاهد وقتادة: إن خيلًا ورَجِلًا من الجنِّ والإنس، فما كان من راكبٍ يقاتلُ في معصيةِ الله فهو من خيلِ إبليس، وما كان من راجلٍ يقاتلُ في معصيةِ الله فهو من رَجِلِ إبليس. ويجوزُ أن يكونَ استفزازهُ بصوتهِ وإجلابهِ بخيلهِ ورَجِلهِ تمثيلًا لتسلُّطهِ على من يُغويه، فكأنهُ مغوارٌ أوقعَ على قومٍ فصوَّتَ بهم صوتًا يُزعجهم من أماكنهم ويُقلِعُهم عن مراكزهم، وأجلبَ عليهم بجندهِ من خيّالة ورجّالةٍ حتى استأصلَهم. (روح البيان). تمثيلٌ لحالِ صرفِ قوَّتهِ ومقدرتهِ على الإضلالِ بحالِ قائدِ الجيش، يجمعُ فرسانَهُ ورجّالته.. ولما كان قائدُ الجيشِ ينادي في الجيشِ عند الأمرِ بالغارة، جازَ أن يكونَ قوله: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} من جملةِ هذا التمثيل... والمعنى: أجْمِعْ لمن اتَّبعَكَ من ذريةِ آدمَ وسائلَ الفتنةِ والوسوسةِ لإضلالهم. (التحرير والتنوير).
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا
واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا