وقُمْ بعدَ نَومِكَ وصَلِّ صلاةَ التَّهَجُّدِ أيُّها النبيّ، زيادَةً على سَائرِ الفَرائضِ عَليك، ووَاظِبْ عَليها، ليُقيمَكَ اللهُ يَومَ القِيامَةِ مَقامًا يَحمَدُكَ فيهِ الأوَّلونَ والآخِرون، ويُكرِمَكَ فيهِ إكرامًا عَظيمًا. ويَبدو أنَّهُ مَقامُ الشَّفاعَةِ للنَّاس، حيثُ يُريحُهمُ اللهُ بشَفاعَتِهِ مِنْ شِدَّةِ وهَولِ يَومِ الحَشرِ وكَرْبِه، بأنْ يُحاسِبَهمُ اللهُ ويَقضيَ بينَهم، ويَعتَذِرُ مِنْ ذلكَ المَقامِ جَميعُ الأنبياءِ عَليهمُ الصَّلاةُ والسَّلام.
والتهَجُّد، أو قِيامُ اللَّيل، فيهِ صلاةُ الوِتر، وهوَ إحدَى عَشرَةَ رَكعَة، أو ثلاثَ عَشرَةَ رَكعَة، وهوَ سُنَّةٌ للمُسلِمينَ عُمومًا، ولهُ فَضلٌ كبير، وثَوابٌ عَظيم. يَقولُ عَليهِ الصلاةُ والسَّلام: "عَليكمْ بقِيامِ اللَّيل، فإنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحينَ قَبلَكم، وإنَّ قيامَ اللَّيلِ قُربَةٌ إلى الله، ومَنهاةٌ عنِ الإثم، وتَكفيرٌ للسَيِّئات، ومَطرَدَةٌ للدَّاءِ عنِ الجسَد". وهوَ حَديثٌ صَحيح، واللَّفظُ للتِّرمِذيّ.
وحُكمُ قيامِهِ بما يَخصُّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلم مُبيَّنٌ في تَفسيرِ آخِرِ آيَةٍ مِنْ سُورَةِ المُزَّمِّل.