ويَسألُكَ بعضُهمْ أيُّها النبيُّ عنْ شَأنِ ذي القَرنَين، فقُلْ لهم: سأذكرُ لكمْ مِنْ أنبائهِ وقَصَصِهِ قُرآنًا.
وهوَ قائدٌ فاتِحٌ مؤمِن، وحاكِمٌ صالِحٌ عادِل، ولم يَكنْ نبيًّا ولا مَلَكًا، وليسَ واحِدًا ممَّنِ انتصَرَ لهُ بَعضٌ المؤرِّخينَ والمُفَسِّرين، كالإسكندَرِ المَقدوني، والصَّعبِ الحِمْيَرِي، وكُورشِ الأخميني. وذكرَ كثيرٌ منهمْ أنَّهُ الأوَّل، وهوَ خَطأٌ ووَهم، فالمَقدونيُّ كانَ منْ أنصارِ فلسَفَةِ أرسطو، ولا يُسَمَّى ذا القَرنَينِ أصلاً، كما أنَّ القائدَ المؤمِنَ لا يُسَمَّى الإسكندَر، ولعلَّ الذي جمَعَ بينَهما هوَ ما وردَ منْ معاركِ المَقدونيِّ وانتِصاراتِه. وقدْ ذكرَ كثيرٌ منَ المؤرِّخينَ أنَّ ذا القَرنَينِ كانَ في عَصرِ إبراهيمَ الخَليلِ عليهِ السَّلام. واللهُ أعلم. والمُهِمُّ أنْ يُعتَبَرَ مِنْ سِيرَتِه.