تفسير سورة الكهف

  1. سور القرآن الكريم
  2. الكهف
18

﴿الۡحَمۡدُ لِلَّهِ الَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ الۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ﴾ [الكهف:1]


الحمدُ للهِ والشُّكرُ لهُ أوَّلاً وآخِرًا، الذي أنزلَ على عَبدِهِ ونَبيِّهِ محمَّدٍ (صلى الله عليه وسلَّم) القُرآنَ العَظيم، الذي هوَ نِعمَةٌ عَليهِ خاصَّة، وعلى سائرِ النَّاسِ عامَّة، لا اختِلافَ فيهِ ولا التِواء، ولا زَيغَ فيهِ ولا هوًى، ولا لَبْسَ فيهِ ولا خَلط.

﴿قَيِّمٗا لِّيُنذِرَ بَأۡسٗا شَدِيدٗا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ الۡمُؤۡمِنِينَ الَّذِينَ يَعۡمَلُونَ الصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنٗا﴾ [الكهف:2]


بلْ هوَ مُستَقيمٌ واضِح، وهَديٌ جَليّ، مُصَدِّقٌ للكتُبِ السَّماويَّةِ السَّابِقَة، ناسِخٌ لشَرائعِها، ليُنذِرَ اللهُ بهِ مَنْ خالَفَهُ وكذَّبَهُ عُقوبَةً شَديدَةً مِنْ عِندِه، ويُبَشِّرَ بهِ المؤمِنينَ الصَّادِقين، الذينَ أتْبَعوا إيمانَهمْ بالعمَلِ الصَّالِح، أنَّ لهمْ ثَوابًا حسَنًا في الآخِرَة، هوَ الجنَّةُ ونَعيمُها.

﴿مَّـٰكِثِينَ فِيهِ أَبَدٗا﴾ [الكهف:3]


خالِدينَ فيها أبدًا، لايَحولُونَ عَنها ولا يَزولون.

﴿وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدٗا﴾ [الكهف:4]


وليُنذِرَ اللهُ بهذا القُرآنِ مَنْ أشرَكَ بهِ وجعلَ لهُ ولَدًا، كالمشرِكينَ الذينَ عَبدوا المَلائكةَ وقالوا إنَّها بَناتُ الله، وأهلِ الكتابِ الذينَ قالوا عنْ أنبياءَ أو غَيرِهمْ إنَّهمْ أبناءُ الله! سُبحانَهُ وتَعالَى.

﴿مَّا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٖ وَلَا لِأٓبَآئِهِمۡۚ كَبُرَتۡ كَلِمَةٗ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبٗا﴾ [الكهف:5]


وليسَ لهمْ عِلمٌ بهذا الذي يَقولونَهُ أبدًا، ولا لآبَائهمْ وأجْدادِهم، عَظُمَتْ كَلِمَةً مُنكَرَةً ومُستَبشَعَةً تَصدُرُ عنْ أفواهِهم، ما يَقولونَ إلاّ كلامًا فاسِدًا لا مُستَنَدَ لهُ ولا صِحَّةَ فيه، بلْ هوَ كَذِبٌ واختِلاقٌ مِنْ عندِهم.

﴿فَلَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ إِن لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهَٰذَا الۡحَدِيثِ أَسَفًا﴾ [الكهف:6]


فلعلَّكَ أيُّها النبيُّ مُهلِكٌ نفسَكَ حُزنًا وأسَفًا مِنْ بَعدِ تَوَلِّيهمْ عنِ الإيمانِ بهذا القُرآنِ الجَليل.

﴿إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى الۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا﴾ [الكهف:7]


لقدْ جَعلنا ما على الأرضِ مِنْ زِينَةٍ وجَمال، وأموالٍ وأولاد، اختِبارًا لهمْ وابتِلاء، لنَعلَمَ مَنِ الذي يُحسِنُ ويُخلِصُ ولا يَغتَرُّ بتلكَ الزِّينَةِ الفانيَة، ليَستَحِقَّ بذلكَ حُسنَ الجَزاءِ على حُسنِ العمَل.

﴿وَإِنَّا لَجَٰعِلُونَ مَا عَلَيۡهَا صَعِيدٗا جُرُزًا﴾ [الكهف:8]


وسَوفَ نُبيدُ ما على هذهِ الأرضِ مِنْ حَياةٍ وزِينَة، فتُصبِحُ قبلَ يَومِ القيامَةِ سَطحًا يابِسًا لا يُنبِتُ شَيئاً.

﴿أَمۡ حَسِبۡتَ أَنَّ أَصۡحَٰبَ الۡكَهۡفِ وَالرَّقِيمِ كَانُواْ مِنۡ ءَايَٰتِنَا عَجَبًا﴾ [الكهف:9]


أمْ ظَنَنتَ أيُّها النبيُّ أنَّ أصْحابَ الكَهْفِ والرَّقيمِ كانوا أعجَبَ آياتِنا وأبيَنِها قُدرَة؟ بلْ يوجَدُ ما هوَ أعجَبُ مِنْ ذلكَ وأغرَب.

والكَهْف: غارٌ في الجبَل، والرَّقيم: لَوحٌ مَكتوبٌ عليهِ أسماءُ أصحابِ الكَهْفِ وخَبَرُهم.

وذُكِرَ أكثَرُ مِنْ ثلاثينَ مَوقِعًا في العالَمِ لأهلِ الكَهْف، وأنَّ الذي اكتُشِفَ في الأردُنِّ عامَ 1389 هـ، هوَ أكثَرُ الكُهوفِ مُطابقةً للمُواصَفاتِ الوارِدَةِ عنهُ في القُرآنِ الكريم.

﴿إِذۡ أَوَى الۡفِتۡيَةُ إِلَى الۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا﴾ [الكهف:10]


ولجأَ الفِتيَةُ إلى الكَهفِ ليَختَفوا فيه، وقدْ فَرُّوا مِنْ قَومِهمْ حتَّى لا يَفتِنوهمْ عنْ دينِهمْ ويُكرِهُوهمْ على الكُفر، فأَوَوا إليهِ ودَعَوا اللهَ قائلين: اللّهمَّ هَبْ لنا منْ عندِكَ هِدايَةً وفَضلاً، تَستُرُنا فيهِ وتَحفَظُنا مِنَ القَومِ الكافِرين، ويَسِّرْ لنا مِنْ هِجرَتِنا إليكَ خَيرًا وسَلامًا، ممّا فيهِ صلاحُ أمرِنا.

﴿فَضَرَبۡنَا عَلَىٰٓ ءَاذَانِهِمۡ فِي الۡكَهۡفِ سِنِينَ عَدَدٗا﴾ [الكهف:11]


فألقَينا عَليهمْ نَومًا ثَقيلاً، لا يَتَنبَّهونَ فيهِ إلى الأصوات، سَنواتٍ كثيرَة.

﴿ثُمَّ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِنَعۡلَمَ أَيُّ الۡحِزۡبَيۡنِ أَحۡصَىٰ لِمَا لَبِثُوٓاْ أَمَدٗا﴾ [الكهف:12]


ثمَّ أيقَظناهمْ مِنْ نَومِهم، ليَتبيَّنَ أيُّ الفَريقَينِ المُختَلفَينِ منهمْ أو مِنْ غَيرِهم، أضبَطُ للمُدَّةِ التي نامُوا فيها، ليَتعرَّفوا حالَهمْ مِنْ بَعد، ويَزدادوا يَقينًا بكمالِ قُدرَةِ الله، همْ وغَيرُهم، ويَكونَ آيَةً بيِّنَة للكافِرين.

﴿نَّحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ نَبَأَهُم بِالۡحَقِّۚ إِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدٗى﴾ [الكهف:13]


نحنُ نَقصُّ عليكَ خبرَهمْ أيُّها النبيُّ كما وقعَ صِدْقًا وعَدلاً، إنَّهمْ شَبابٌ مُؤمِنون، استَجابوا لنِداءِ رَبِّهم - وهمْ أكثَرُ قَبولاً للحَقِّ منَ الكِبارِ - وزِدناهُمْ تبَصُّرًا وتَوفيقًا.

﴿وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَاْ مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهٗاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَآ إِذٗا شَطَطًا﴾ [الكهف:14]


وقوَّينا عَزمَهمْ وثبَّتنا قُلوبَهمْ على الإيمان، فقَالوا في عِزَّةٍ وثَباتٍ مُنكِرينَ على قَومِهم: رَبُّنا وخالِقُنا ورازِقُنا هوَ رَبُّ السَّماواتِ والأرض، لن نَعبُدَ إلهًا غيرَه، وهوَ الواحِدُ الأحَد، ولو قُلنا غَيرَ ذلكَ لكانَ باطِلاً بَعيدًا عنِ الحَقِّ والصِّدق.

﴿هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمُنَا اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةٗۖ لَّوۡلَا يَأۡتُونَ عَلَيۡهِم بِسُلۡطَٰنِۭ بَيِّنٖۖ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ افۡتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبٗا﴾ [الكهف:15]


هؤلاءِ قَومُنا المشرِكون، قدْ جعَلوا معَ اللهِ آلِهةً يَعبدونَها، مِنْ حجَرٍ وخشَبٍ وغَيرِه، فهلاّ أتَوا بدَليلٍ وبُرهانٍ واضِحٍ على أنَّها حقًّا آلِهة، ولها صِفاتُ الخَلقِ والإماتَةِ والرِّزقِ وما إليه؟ فليسَ هُناكَ أكثَرُ تَجاوزًا للحَقِّ ممَّنْ كذَبَ على اللهِ وقالَ إنَّ هذهِ الآلِهةَ شُرَكاءُ معَهُ في الأُلوهيَّة؟

﴿وَإِذِ اعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأۡوُۥٓاْ إِلَى الۡكَهۡفِ يَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَيُهَيِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقٗا﴾ [الكهف:16]


وإذْ فارَقتُمْ قَومَكمْ وجَميعَ ما يَعبُدونَه، إلاّ عِبادةَ الله، وهمْ مشرِكونَ ظالِمون، ولا طَاقةَ لكمْ بمجابَهتِهم، ففِرُّوا منهمْ بدينِكمْ والجَؤوا إلى الكهف، يَبسُطْ عَليكمْ رَبُّكمْ فيهِ رَحمتَه، ويُخَلِّصْكمْ منْ ظُلمِ الظَّالِمينَ وفِتنَةِ الكافِرين، ويُيَسِّرْ لكمْ حالَكم، فتَسلَمونَ وتأمَنون.

﴿۞وَتَرَى الشَّمۡسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَٰوَرُ عَن كَهۡفِهِمۡ ذَاتَ الۡيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقۡرِضُهُمۡ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمۡ فِي فَجۡوَةٖ مِّنۡهُۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ اللَّهِۗ مَن يَهۡدِ اللَّهُ فَهُوَ الۡمُهۡتَدِۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ وَلِيّٗا مُّرۡشِدٗا﴾ [الكهف:17]


وإذا طلعَتِ الشَّمسُ دخَلَتْ كهفَهمْ وهيَ تَميلُ إلى الجانبِ الأيمَن، فيَكونُ بابُهُ نحوَ الشِّمال، وإذا غرَبَتْ تَترُكُهمْ وتَعدِلُ عَنهمْ إلى الجانبِ الأيسَر، فتَدخلُ منْ شِمالِ بابِه، وهمْ في مُتَّسَعٍ منهُ داخِلَه. وهذا منْ حِكمَةِ اللهِ وحُسنِ تَدبيرِه، فالشَّمسُ ضَرورِيَّةٌ للإنسَان، ولتَبقَى أبدانُهمْ سالِمَة، وإلاّ أفسَدَتْها الرطوبَةُ المُستَمِرَّة.

وهذا مِنْ هِدايَةِ اللهِ لهؤلاءِ الشَّبابِ المؤمِن، حيثُ أرشَدَهمْ إلى ذلكَ الكَهفِ المُناسبِ لإيوائهم، ومَنْ هَداهُ اللهُ فهوَ المُهتَدي حقًّا، ومَنْ يُضْلِلْهُ فلَنْ تَجِدَ مَنْ يُرشِدُهُ إلى الهُدَى ويُخَلِّصُهُ مِنَ الضَّلال.

﴿وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظٗا وَهُمۡ رُقُودٞۚ وَنُقَلِّبُهُمۡ ذَاتَ الۡيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِۖ وَكَلۡبُهُم بَٰسِطٞ ذِرَاعَيۡهِ بِالۡوَصِيدِۚ لَوِ اطَّلَعۡتَ عَلَيۡهِمۡ لَوَلَّيۡتَ مِنۡهُمۡ فِرَارٗا وَلَمُلِئۡتَ مِنۡهُمۡ رُعۡبٗا﴾ [الكهف:18]


ولو رأيتَهمْ لظَنَنتَهمْ مُنتَبِهين، لدَلالَةِ هَيئَتَهمْ على ذلك، وهمْ نائمُون. ونُقَلِّبُهمْ نحوَ اليَمينِ ونحوَ الشِّمالِ حتَّى لا تَفسُدَ أجسادُهمْ مِنَ المَكثِ الطَّويلِ على الأرض، وكَلبُهمْ قدْ مَدَّ ذِراعَيهِ عندَ الباب، لو أنَّكَ شاهَدتَهمْ وهمْ في تلكَ الحال، لأعرَضتَ عنهمْ هارِبًا، ومُلِئتَ منهمْ خَوفًا ورُعبًا.

﴿وَكَذَٰلِكَ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِيَتَسَآءَلُواْ بَيۡنَهُمۡۚ قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ كَمۡ لَبِثۡتُمۡۖ قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۚ قَالُواْ رَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثۡتُمۡ فَابۡعَثُوٓاْ أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمۡ هَٰذِهِۦٓ إِلَى الۡمَدِينَةِ فَلۡيَنظُرۡ أَيُّهَآ أَزۡكَىٰ طَعَامٗا فَلۡيَأۡتِكُم بِرِزۡقٖ مِّنۡهُ وَلۡيَتَلَطَّفۡ وَلَا يُشۡعِرَنَّ بِكُمۡ أَحَدًا﴾ [الكهف:19]


وكما أنَمناهمْ في الكَهفِ وحَفِظناهمْ فيه، كذلِكَ أيقَظناهُمْ مِنْ نَومِهم، ليَسألَ بعضُهمْ بَعضًا، فقالَ واحِد منهم: كمْ رَقَدْتُم؟ قالوا رقَدْنا يَومًا، أو قِسمًا منه. فلمَّا نظَروا إلى شُعورِهمْ وأظفارِهمُ استَدرَكوا قائلين: اللهُ أعلَمُ بمِقدارِ نَومِكم، فابعَثوا واحِدًا منكمْ بدَراهِمِكمُ الفِضِّيَّةِ هذهِ إلى المدينَة، فَلْيَنظُرْ أيُّها أحَلُّ وأطيَبُ طَعامًا، فَليَأتِكمْ بقُوتٍ منه، وَلْيَترَفَّقْ في ذَهابِهِ وإيابِهِ وشِرائه، وليَكنْ في سِترٍ وكِتمان، حتَّى لا يَشعُرَ بكمْ أحَدٌ ولا يَعرِفوا مَكانَكم.

﴿إِنَّهُمۡ إِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ يَرۡجُمُوكُمۡ أَوۡ يُعِيدُوكُمۡ فِي مِلَّتِهِمۡ وَلَن تُفۡلِحُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا﴾ [الكهف:20]


إنَّهمْ إذا اطَّلَعوا عَليكمْ وظفَروا بكمْ يُعَذِّبوكمْ حتَّى يَقتُلوكمْ بالحِجارَة، أو يُدخِلوكمْ في دِينِهم، فإذا دخَلتُمْ في مِلَّتِهمْ خَسِرتُمْ دينَكمْ وآخِرتَكم.