قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما... - سورة الكهف الآية 110

  1. الجزء السادس عشر
  2. سورة الكهف
  3. الآية: 110

﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾

[الكهف:110]

تفسير الآية

قُلْ أيُّها الرَّسولُ الكريم: ما أنا إلاّ بشَرٌ مثلُكم، إلاّ أنِّي تمَيَّزتُ عنكمْ بوَحي اللهِ إليّ، فمَنْ زعَمَ أنِّي كاذِبٌ فليَأتِ بمِثلِ ما أُوحيَ إليّ. وإنَّ الإلهَ الذي أدعوكمْ إلى عِبادَتِهِ هوَ إلهٌ واحِدٌ لا شَريكَ له، فمَنْ كانَ يأمُلُ الكَرامَةَ والبُشرَى مِنْ رَبِّه، وحُسنَ الثَّوابِ منْ عِندِه، فليَعمَلْ عمَلاً صالِحاً يَكونُ مُوافِقًا للشَّرع، ولا يُشرِكْ بعبادَةِ ربِّهِ أحَدًا، فلا يُرائي بعمَلِه، ولا يُرِدْ بهِ سِوَى وَجهه.

قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ الله: وهذانِ رُكنا العمَلِ المُتَقَبَّل: لا بُدَّ أنْ يَكونَ خالِصًا لله، صَوابًا على شَريعَةِ رَسولِ الله.

وأخرجَ الحاكِمُ وصحَّحَهُ ووافَقَهُ الذَّهبيّ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عَنهما قال: قالَ رَجُل: يا رَسولَ الله، إنِّي أَقِفُ المَوقِفَ أريدُ وجهَ الله، وأريدُ أنْ يُرَى مَوطِني. فلمْ يَرُدَّ عَليهِ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم شَيئًا، حتَّى نزَلَتْ: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}.

وسُورَةُ الكَهفِ سُورَةٌ عَظيمَة، ولها فَضائل، منها قَولُهُ صلى الله عليه وسلم في حَديثِ أبي سَعيدٍ الخُدريِّ الصَّحيحِ مَوقوفًا: "مَنْ قرأَ سُورَةَ الكَهفِ يَومَ الجُمُعَة، أضاءَ لهُ النُّورَ ما بينَهُ وبينَ البَيتِ العَتيق". رواهُ الدارْميّ. وفي صَحيحِ مُسلمٍ منْ حَديثِ أبي الدَّرداءِ قَولُهُ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَفِظَ عَشرَ آياتٍ منْ أوَّلِ سُورَةِ الكَهف، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّال".

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا

قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا