قُلْ أيُّها الرَّسولُ الكريم: ما أنا إلاّ بشَرٌ مثلُكم، إلاّ أنِّي تمَيَّزتُ عنكمْ بوَحي اللهِ إليّ، فمَنْ زعَمَ أنِّي كاذِبٌ فليَأتِ بمِثلِ ما أُوحيَ إليّ. وإنَّ الإلهَ الذي أدعوكمْ إلى عِبادَتِهِ هوَ إلهٌ واحِدٌ لا شَريكَ له، فمَنْ كانَ يأمُلُ الكَرامَةَ والبُشرَى مِنْ رَبِّه، وحُسنَ الثَّوابِ منْ عِندِه، فليَعمَلْ عمَلاً صالِحاً يَكونُ مُوافِقًا للشَّرع، ولا يُشرِكْ بعبادَةِ ربِّهِ أحَدًا، فلا يُرائي بعمَلِه، ولا يُرِدْ بهِ سِوَى وَجهه.
قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ الله: وهذانِ رُكنا العمَلِ المُتَقَبَّل: لا بُدَّ أنْ يَكونَ خالِصًا لله، صَوابًا على شَريعَةِ رَسولِ الله.
وأخرجَ الحاكِمُ وصحَّحَهُ ووافَقَهُ الذَّهبيّ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عَنهما قال: قالَ رَجُل: يا رَسولَ الله، إنِّي أَقِفُ المَوقِفَ أريدُ وجهَ الله، وأريدُ أنْ يُرَى مَوطِني. فلمْ يَرُدَّ عَليهِ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم شَيئًا، حتَّى نزَلَتْ: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}.