والذينَ همْ فُقَراءُ ولا يَجِدونَ ما يتزَوَّجونَ به، فليَتَعَفَّفوا عنِ الحَرام، وليَصونُوا أنفُسَهمْ عنِ الشُّبُهاتِ والشَّهوات، حتَّى يوَسِّعَ اللهُ عليهمْ مِنْ رزقِه.
والذينَ يُريدونَ أنْ تُكاتِبوهمْ مِنَ العَبيد، بأنْ يُعطوكمْ قَدْرًا مِنَ المال ليَتحَرَّروا، ولهمْ صَنعَةٌ أو قوَّةٌ على الكَسْبِ يَستَطيعونَ بهِ أنْ يؤدُّوهُ إليكم، فاسمَحوا لهمْ بذلك - وهوَ أمرُ نَدْبٍ واستِحباب - وساعِدوهمْ في ذلك، وأعطُوهمْ ممّا أعطاكمُ اللهُ مِنَ الرِّزق، ليَكونَ عَونًا لهمْ على تَحريرِهم.
ولا تُجبِروا إماءَكمْ على الزِّنا إذا أرَدْنَ الصَّوْنَ والعِفَّة، لتَطلبُوا بذلكَ المالَ مِنْ كَسبِهنَّ أو صَدَاقِهنَّ أو بَيعِ أولادِهِنّ. وليسَ المَقصودُ أنَّ التي لا تُريدُ العَفافَ زَنَت، ولكنَّهُ بيانٌ لقُبحِ الأمرِ وشَناعَتِه، أو أنَّهُ خرجَ مَخرجَ الغالِب. وقدْ نزَلَتِ الآيَةُ في إماءٍ كُنَّ يُرِدْنَ العَفافَ وسَيِّدُهنَّ (كبيرُ المُنافِقينَ) يُكرِهُهنَّ على الفُجورِ والزِّنا، فنزلتِ الآيَةُ لبيانِ حُكمٍ وتَوضيحِ حالَة.
فمَنْ أجبرَهُنَّ على ذلكَ فإنَّ إثمَهنَّ على مَنْ أجبرَهُنّ، واللهُ يَغفِرُ لهنَّ مادُمْنَ مُكرَهات، ويَرحَمُهنَّ ولا يُعَذِّبُهنَّ على ذلك.