اللهُ سُبحانَهُ نُورُ السَّماواتِ والأرض، مثَلُ نُورِهِ كمَثَلِ كُوَّةٍ في حائط، فيها سِراجٌ يَجمَعُ ضَوءَهُ لئلاّ يتفَرَّق، السِّراجُ في قِنديلٍ زُجاجيٍّ صَاف، القِنديلُ الزُّجاجيُّ مُضيءٌ مُتَلألئٌ كأنَّهُ كوكَبٌ مُشرِقٌ كالدُّرِّ، يَستَمِدُّ هذا المِصباحُ وَقودَهُ منْ زَيتِ زَيتونِ شَجرَةٍ كثيرَةِ المنافِع، وتَكونُ في مَكانٍ مُستَوٍ بارِز، فلا يَمنَعُ عنها الشمسَ شَيء، مِنْ حينِ طُلوعِها حتَّى تَغرُب، وهذا أحسَنُ لزَيتِها وألطَف، فيَكادُ لصَفائهِ ونقائهِ أنْ يُشرِقَ بنَفسِه، مِنْ غَيرِ أنْ يمَسَّهُ نارٌ، فإذا مَسَّهُ أضاءَ كثيرًا.
نورٌ عَظيمٌ كائنٌ على نُور: نورُ النَّارِ ونورُ الزَّيت. يُرشِدُ اللهُ لهدايَتِهِ مَنْ يَختارُهُ مِنْ عِبادِه، ممَّنْ يَعلَمْ طهارتَهُ وصَلاحَه.
وهذا مثَلٌ مِنَ الأمثالِ التي يَضرِبُها اللهُ للنَّاس، وهوَ عَليمٌ بمَنْ يَستَحِقُّ منهمُ الهِدايَةَ ومَنْ لا يَستَحِقّ.