أو أنَّ أعمالَهمْ هذهِ التي حَسِبوا أنَّها ستَنفَعُهم - وهيَ لا تَنفَعُهم، لأنَّها غَيرُ مَبنيَّةٍ على الإيمان - كظُلُمات، لخُلوِّها مِنْ نُورِ الحَقّ، في بَحرٍ عَميقٍ كَثيرِ الماء، يَعلوهُ مَوجٌ عَظيم، مِنْ فَوقِهِ مَوجٌ مُتراكِم، وأعلاهُ سَحابٌ مُظلِم، فهيَ ظُلُماتٌ مُتكاثِفَةٌ ومُتراكِمَةٌ بَعضُها على بَعض، إذا أخرجَ المَرءُ يدَهُ لم يَكَدْ يَراها، وهيَ أقرَبُ شَيءٍ إليه، مِنْ شِدَّةِ الظَّلام.
ومَنْ لم يَجعَلِ اللهُ لهُ دِينًا وإيمانًا فلا دِينَ له، ومَنْ لم يَهدِهِ اللهُ فهوَ جاهِلٌ هالِك، لا قيمَةَ لأقوالهِ وأعمالِهِ مَهما بَدَتْ طيِّبَة، فالمُهِمُّ طاعَةُ الله، ومُوافقَةُ دِينِه، والتصرُّفُ كما تُمليهِ أوامِرُه، لا كما يَرغَبُ الكافِرُ ويتصرَّفُ بهَواه.