(96) في حذفِ فعلِ القولِ في هذه الآيةِ استحضارٌ لصورةِ المقام، كأنهُ مشاهَدٌ غيرُ محكيّ، وكأن السامعَ آخرَ الآيةِ قد سمعَ لهذه المحاورةِ مباشرةً دونَ حكاية، فقرعَ سمعَهُ شهادةُ الأصنامِ عليهم، ثم قرعَ سمعَهُ توجُّهَ خطابِ التكذيبِ إلى المشهودِ عليهم. وهو تفنُّنٌ بديعٌ في الحكاية، يَعتمدُ على تخييلِ المحكيِّ واقعاً، ومنه قولهُ تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} [سورة القمر 48]. (التحرير).
فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا
فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا