وهوَ الذي أجرَى كِلا نَوعَي البَحرَينِ في مَجرَيَيْهِما، فهذا نَهرٌ جارٍ طَعمُهُ عَذبٌ لَذيذ، وهذا بَحرٌ ماؤهُ مالِحٌ مُرٌّ لا يُطاقُ شُرْبُه، وقدْ جعلَ اللهُ بينَهما حاجِزًا، وسِترًا مَمنوعًا، فإذا دخلَ ماءُ أحَدِهما على الآخَرِ لم يَختَلِطا.
ويَحدُثُ هذا عندَ مَصَابِّ الأنهارِ في البِحار، وبَعضُ هذهِ الأنهارِ يَمتَدُّ مَسيرُها ثمانينَ كيلومِترًا ولا يَتمازَجُ ماؤهُ معَ ماءِ البَحر! ومُعظَمُ أسماكِ المياهِ العَذبَةِ الدَّاخِلَةِ في البَحرِ لا تَدخُلُ مياهَ البَحرِ المالِحَة، وأسماكُ المالِحَةِ لا تَدخُلُ العَذبَة! وقدِ اكتُشِفَ هذا حَديثًا، وصُوِّرَ الحاجِزُ بالسُّفُنِ الفَضائيَّة، وهذا الحاجِزُ يَكونُ في حالَةِ مُروجٍ وذَهابٍ وإيَاب...