قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك... - سورة النمل الآية 40

  1. الجزء التاسع عشر
  2. سورة النمل
  3. الآية: 40

﴿قَالَ الَّذِي عِندَهُۥ عِلۡمٞ مِّنَ الۡكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ﴾

[النمل:40]

تفسير الآية

قالَ سُلَيمانُ عَليهِ السَّلام: أُريدُ أعجَلَ مِنْ ذلك. فقالَ واحِدٌ مِنْ بَني إسْرائيلَ لهُ عِلمٌ مِنَ الكِتاب: أنا آتيكَ بسَريرِها قَبلَ أنْ يَنضَمَّ جَفْنُ عَينِكَ بعدَ فَتحِه!

فلمْ يَشعُرْ سُلَيمانُ إلاّ وسَريرُ مُلْكِها يُحمَلُ بينَ يَدَيه! فلمَّا رآهُ ماثِلاً عندَهُ على حالِه، قالَ في خَضوعٍ وخُشوع: إحضارُ السَّريرِ في هذهِ المُدَّةِ المُتناهيَةِ في القِصَر، مِنْ فَضلِ اللهِ ونِعمَتِهِ عَليّ، وليَختَبِرَني: أأشكُرُ فضلَهُ على ذلكَ وأعتَرِفُ بأنَّهُ مِنْ مِنَّتِهِ وحُسنِ تَدبيرِهِ ولُطفِه، أمْ لا أشكرُهُ عَليه؟

ومَنْ شكَرَ اللهَ على نِعَمِهِ فإنَّما يَنفَعُ نفسَهُ بذلك، لأنَّهُ يُعَرِّفُها الحَقّ، ويَستَجلِبُ لها المَزيدَ مِنَ الخَيرِ والنَّفع، ومَنْ لم يَشكُرْ، فإنَّ اللهَ غَنيٌّ عنْ شُكرِه، وعنْ عبادَةِ النَّاسِ وشُكرِهمْ أجمَعين. وهوَ سُبحانَهُ كَريم، فيُنعِمُ على مَنْ لم يَشكُرْهُ أيضًا، ولا يُعَجِّلُ في عُقوبَتِهم.

قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ

قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم