قالَ سُلَيمانُ عَليهِ السَّلام: أُريدُ أعجَلَ مِنْ ذلك. فقالَ واحِدٌ مِنْ بَني إسْرائيلَ لهُ عِلمٌ مِنَ الكِتاب: أنا آتيكَ بسَريرِها قَبلَ أنْ يَنضَمَّ جَفْنُ عَينِكَ بعدَ فَتحِه!
فلمْ يَشعُرْ سُلَيمانُ إلاّ وسَريرُ مُلْكِها يُحمَلُ بينَ يَدَيه! فلمَّا رآهُ ماثِلاً عندَهُ على حالِه، قالَ في خَضوعٍ وخُشوع: إحضارُ السَّريرِ في هذهِ المُدَّةِ المُتناهيَةِ في القِصَر، مِنْ فَضلِ اللهِ ونِعمَتِهِ عَليّ، وليَختَبِرَني: أأشكُرُ فضلَهُ على ذلكَ وأعتَرِفُ بأنَّهُ مِنْ مِنَّتِهِ وحُسنِ تَدبيرِهِ ولُطفِه، أمْ لا أشكرُهُ عَليه؟
ومَنْ شكَرَ اللهَ على نِعَمِهِ فإنَّما يَنفَعُ نفسَهُ بذلك، لأنَّهُ يُعَرِّفُها الحَقّ، ويَستَجلِبُ لها المَزيدَ مِنَ الخَيرِ والنَّفع، ومَنْ لم يَشكُرْ، فإنَّ اللهَ غَنيٌّ عنْ شُكرِه، وعنْ عبادَةِ النَّاسِ وشُكرِهمْ أجمَعين. وهوَ سُبحانَهُ كَريم، فيُنعِمُ على مَنْ لم يَشكُرْهُ أيضًا، ولا يُعَجِّلُ في عُقوبَتِهم.