وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم... - سورة القصص الآية 38

  1. الجزء العشرون
  2. سورة القصص
  3. الآية: 38

﴿وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَـٰٓأَيُّهَا الۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي فَأَوۡقِدۡ لِي يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى الطِّينِ فَاجۡعَل لِّي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ مِنَ الۡكَٰذِبِينَ﴾

[القصص:38]

تفسير الآية

وقالَ فِرعَونُ الطَّاغيَة: أيُّها السَّادَةُ والوجَهاء، إنِّي لا أعرِفُ لكمْ إلهًا غَيري.

ثمَّ توَجَّهَ إلى وزيرِهِ قائلاً له: يا هامان، اصنَعْ لي آجُرًّا، وابْنِ لي منهُ بِناءً عاليًا، لأنظُرَ إلى إلهِ موسَى، الذي ذكرَ أنَّهُ إلهُهُ وإلهُ العالَمين، وأنا أظُنُّهُ كاذِبًا في ادِّعائهِ هذا.

وقدِ اكتُشِفَ أنَّ الطِّينَ هوَ مادَّةُ بِناءِ الأهرامات، معَ خَلطِهِ بالتُّرابِ الكلسيِّ المتوَفِّرِ في المِنطَقَة، واستِخدامِ حرَارَةٍ عاليَةٍ فيه، وهوَ الآجُرّ، يَعني طَبيخَ الطِّين، أو ما يَكونُ أقوَى منه، وليسَتْ أحجارًا قُطِّعَتْ مِنْ صُخورٍ أو جِبالٍ كما ذُكِرَ مِنْ قَبل. وهيَ مِنْ صُنعِ الفَراعِنة، الذي يَدُلُّ عل جِنسِ ما قامَ بهِ هامانُ مِنْ بِناءِ الصَّرحِ العالي، الذي دمَّرهُ اللهُ تعالَى {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} {سورة الأعراف: 137}.

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ

وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين