قالَ لهمْ قارُونَ غَيرَ آبِهٍ بنُصحِهم: هذهِ الأموَالُ التي عِندي حصَّلتُها بعِلمي وخِبرَتي في المَكسَبِ والتِّجارَة. أوَلمْ يَسمَعْ قارونُ مِنْ كلامِ الأنبِياءِ أو ممَّا يَقُصُّهُ النَّاسُ أنَّ اللهَ قدْ أهلكَ مِنْ قَبلِهِ مِنَ القُرونِ الماضيَةِ مَنْ كانَ أشَدَّ قُوَّةً منهُ وأكثرَ جَمعًا للأموَالِ والخَدَمِ والحشَم، ولم يَكنْ ذلكَ عنْ محَبَّةٍ لهم، ولذلكَ أهلَكَهم؛ لكُفرِهم، وعدَمِ شُكرِهمْ لنِعَمِ اللهِ عَليهم.
ولا يُسألُ ُأمثالُ هؤلاءِ المشرِكينَ المُجرِمينَ عنْ ذُنوبِهمْ يَومَ القيامَة، لكَثرَتِها التي تُوجِبُ العَذاب، وكفى بالشِّرْكِ مُوجِبًا للعَذاب، فيَدخُلونَ النَّارَ بغَيرِ سُؤالٍ ولا حِساب، وإنَّما يُسألونَ سُؤالَ تَقريعٍ وتَوبِيخ.