أوَلمْ يَكفِهمْ مُعجِزَةً هذا القُرآنُ الذي أنزَلناهُ عَليك، وهوَ يُقرَأُ عَليهمْ ويَعرِفونَهُ جَيِّدًا، وفيهِ مِنَ الإعجازِ والتحَدِّي ما يَكفي دَليلاً أنَّهُ مِنْ عندِ الله، فلم يَستَطِعْ أحَدٌ أنْ يأتيَ بمِثْلِهِ أو بآياتٍ مِنْ مِثلِه؟ وفي بقائهِ مَحفوظًا مِنْ غَيرِ أنْ يَنالَهُ تَغييرٌ أو تَبديل، وكونِهِ مُتَحَدًّى بهِ إلى آخِرِ الدَّهر، آيَةٌ أُخرَى عَظيمَة، وهوَ نِعمَةٌ كبيرَةٌ للنَّاس، وتَذكِرَةٌ وعِظَةٌ لمَنْ آمَنَ واهتدَى به، ففيهِ بيانٌ للحقّ، ودَحضٌ للباطِل، وفيهِ أحداثٌ وعِبَر، وقَصَصٌ وتَوجيهات، وأحكامٌ ووَصايا، كُلُّها لأجلِ مَصلحَةِ الإنسانِ وسعادَتِه.