وأمَرنا الإنسَانَ بالإحسَانِ إلى والدَيه، يَبَرُّهما ويَعطِفُ عَليهما، ويُنفِقُ عَليهما، حَمَلَتْهُ أمُّهُ في بَطنِها بتعَبٍ ومَشقَّة، ووَضعَتْهُ بمشقَّةٍ وألَم، مِنَ الطَّلْقِ وشِدَّتِه، ومُدَّةُ حَملِهِ وفِطامِهِ عامانِ ونِصفُ العام، فأقَلُّ الحَملِ سِتَّةُ شُهور، والرَّضاعُ التَّامُّ المُنتَهي بالفِطامِ عامان.
حتَّى إذا اشتدَّ ساعِدُه، واستوَى عَقلُه، وبلَغَ أربَعينَ سَنة، فاكتَملَ قُوَّةً وفَهمًا، دَعا اللهَ قائلاً: رَبِّ ألهِمني ووَفِّقْني لأشكُرَ فَضلَكَ ونِعمتَكَ التي مَننتَ بها عَليَّ وعلى والديَّ بالإيمَانِ والإسْلام، وألهِمني ومُنَّ عَليَّ بأنْ أقومَ بالأعمَالِ الصَّالحةِ التي تُحِبُّها وتَرضَى بها، واجعَلِ الإيمَانَ والصَّلاحَ ساريًا في نَسلي، إنِّي تُبتُ إليكَ مِنْ كُلِّ عمَلٍ لا تَرضاه، وإنِّي ممَّنْ أسلَموا نُفوسَهمْ إليك، وأخلَصوا قُلوبَهمْ لك.